كلنا عندما كنا صغاراً تلقينا ذات السؤال :
- عاوز لمن تكبر تطلع شنو؟
وكانت معظم الإجابات -إن لم يكن كلها- هى :
- عاوز أطلع دكتور.
- ليه يا حبيبى؟
- عشان أعالج الناس الفقراء مجانى.
هنا يصفق الحاضرون للطفل ويغمرونه بنظرات الإعجاب ويزهو به والداه لأنه (ولد متربي على القيم والفضيلة والتضحية) .. كلنا تقريباً تلقينا نفس السؤال.. وأجبنا نفس الإجابة عندما كنا أطفالا كلنا أردنا أن نكون أطباء لنعالج الفقراء مجانا.. وعندما صرنا كبارا وأصحاب مهن (محاسبين أطباء، صحفيين، مهندسين ، محامين إلخ ) نسينا بل تناسينا إجابتنا تلك وأصبح البعض منا يدعو الناس إلى الله بفلوس ويكتب مقالات يدعي فيها المثالية بفلوس.. وأصبح حتى كلامنا للفقراء بفلوس (خليك من قصة العلاج دى) !
نفس هذا السؤال يطرحة الناخب للمرشح عند موسم الإنتخابات:
- لما تفوز (نفوزك) ح تعمل لينا شنو؟
وتأتى معظم الإجابات -إن لم تكن كلها- تضرب على الوتر الحساس وتقتفى أثر(النواقص) و الاشياء التى تكدر على المواطن حياته فتأتى الإجابة من شاكلة:
- ح أطور الخدمات الصحية.
- ح أعمل التعليم مجانن.
- ح أوفر ليكم فرص وظيفية.
- ح أعرس ليكم واقفل ليكم ملف العنوسة نوهائي.
وهنا - أيضاً - يصفق الناخبون لمرشحهم ويغمرونه بنظرات الإعجاب وتتوالى هتافاتهم :
- ح تنتخبوا مين
- ...............
- ح تفوزوا مين ؟
- ..............
وعندما يفوز المرشح وهو نفس الطفل الزمااان قالوا ليهو (لمن تكبر عاوز تكون شنو؟) ينسى مسألة (أعالج الناس مجانن) ! وينسى (وعوده للناخبين الفقراء) ! ويبدأ فى وعظهم بالصبر والجلد وبأن يتعالوا على حاجات البطون والفروج التى هو لا يجد صعوبة فى إشباعها (صحيح الأيدو فى المويه مش زى الإيدو فى النار) !
ما لازمة هذه الرمية الطويلة ؟ وعاوز أقول شنو؟ ما أود ان أقوله هو أن (المثل العليا والاخلاق والشنو ما عارف) التى إشتهر بها مجتمعنا قد ضربت فى مقتل وأصبح كل شئ لدينا بثمن !! (مافيش حاجه مجانن) بغض النظر عن قيمة هذا الشئ المطلوب أن يدفع ثمنه !
وإن كنا من الممكن أن نتغاضى النظر عن هذا السلوك في ظل شراهة بعض (الناس) للفلوس وطغيان وفوقية العامل الاقتصادي لكننا أبداً لا يمكن أن (نفوتو) للدولة التى أرتضت أن تكون مسئولة عن (مواطنيها) فعندما يصبح الثمن ضد القيمة أو أن يكون هناك تناسب عكسي بين الثمن والقيمة وأن يكون هذا سلوك (الدولة) فإن الخراب العاجل آت لا محالة !
وأنا أتصفح صحيفة الإنتباهة عدد الجمعة الموافق 4 يونيو 2010م (أول أمس) وفى إحدى الصفحات التى إمتلأت بصرخات المواطنين التى تستجدى أهل الخير التبرع لهم بعضهم لدفع رسوم المدارس وبعضهم الآخر لدفع (حق العملية) أو قيمة دواء تتوقف عليه حياة إنسان .. إلى آخر هذه النداءات التى تقطع نياط القلب .. توقفت عند (أغرب نداء) يمكن أن يبعث به مواطن فى أية دولة كانت .. هو نداء بل إستجداء بعث به المواطن (عم الطاهر) يناشد فيه (أهل الخير) مساعدته فى (بتر) رجله التى جرحت فى حادث تعرض له وتقرر إستئصالها لانها إن لم يتم بترها فسوف تسبب له مضاعفات جمة !
بعد قراءتى للخبر أصابنى الوجوم تماماً حتى أننى أعدت قراءته مرة ثانية وثالثة وأخرى .. مرت أمام ناظرى أسماء كل كتب التاريخ الإسلامى والسيرة التى قرأتها وكل أسماء الصحابة والتابعين وأقوالهم وأفعالهم التى درسناها وكل الأحاديث النبوية والآيات القرانية التى حفظناها والتى تتحدث عن .. العدل والرحمة و(الرعية) !!
الجميع .. مستشفيات حكومية .. مستشفيات خاصة .. مستوصفات .. يريدون مقابل لبتر رجل (عم الطاهر) حتى قرر الرجل أن يطلق صرخة إستغاثة ونداء !!
نعم .. عندما يصبح الثمن ضد القيمة أو أن يكون هناك تناسب عكسي بين الثمن والقيمة وأن يكون هذا سلوك المواطنين و(الدولة) فإن الخراب العاجل آت لا محالة !
كسرة :
ربما يكون الحل هو أن يتنازل (عم الطاهر) عن رجله (المبتورة) لإحدى (كليات الطب الخاصة) لتدريس الطلاب عليها نظير بترها له !! ليكن هذا هو الثمن !! مش أية حاجة عندنا بقت بى مقابل ؟؟
- عاوز لمن تكبر تطلع شنو؟
وكانت معظم الإجابات -إن لم يكن كلها- هى :
- عاوز أطلع دكتور.
- ليه يا حبيبى؟
- عشان أعالج الناس الفقراء مجانى.
هنا يصفق الحاضرون للطفل ويغمرونه بنظرات الإعجاب ويزهو به والداه لأنه (ولد متربي على القيم والفضيلة والتضحية) .. كلنا تقريباً تلقينا نفس السؤال.. وأجبنا نفس الإجابة عندما كنا أطفالا كلنا أردنا أن نكون أطباء لنعالج الفقراء مجانا.. وعندما صرنا كبارا وأصحاب مهن (محاسبين أطباء، صحفيين، مهندسين ، محامين إلخ ) نسينا بل تناسينا إجابتنا تلك وأصبح البعض منا يدعو الناس إلى الله بفلوس ويكتب مقالات يدعي فيها المثالية بفلوس.. وأصبح حتى كلامنا للفقراء بفلوس (خليك من قصة العلاج دى) !
نفس هذا السؤال يطرحة الناخب للمرشح عند موسم الإنتخابات:
- لما تفوز (نفوزك) ح تعمل لينا شنو؟
وتأتى معظم الإجابات -إن لم تكن كلها- تضرب على الوتر الحساس وتقتفى أثر(النواقص) و الاشياء التى تكدر على المواطن حياته فتأتى الإجابة من شاكلة:
- ح أطور الخدمات الصحية.
- ح أعمل التعليم مجانن.
- ح أوفر ليكم فرص وظيفية.
- ح أعرس ليكم واقفل ليكم ملف العنوسة نوهائي.
وهنا - أيضاً - يصفق الناخبون لمرشحهم ويغمرونه بنظرات الإعجاب وتتوالى هتافاتهم :
- ح تنتخبوا مين
- ...............
- ح تفوزوا مين ؟
- ..............
وعندما يفوز المرشح وهو نفس الطفل الزمااان قالوا ليهو (لمن تكبر عاوز تكون شنو؟) ينسى مسألة (أعالج الناس مجانن) ! وينسى (وعوده للناخبين الفقراء) ! ويبدأ فى وعظهم بالصبر والجلد وبأن يتعالوا على حاجات البطون والفروج التى هو لا يجد صعوبة فى إشباعها (صحيح الأيدو فى المويه مش زى الإيدو فى النار) !
ما لازمة هذه الرمية الطويلة ؟ وعاوز أقول شنو؟ ما أود ان أقوله هو أن (المثل العليا والاخلاق والشنو ما عارف) التى إشتهر بها مجتمعنا قد ضربت فى مقتل وأصبح كل شئ لدينا بثمن !! (مافيش حاجه مجانن) بغض النظر عن قيمة هذا الشئ المطلوب أن يدفع ثمنه !
وإن كنا من الممكن أن نتغاضى النظر عن هذا السلوك في ظل شراهة بعض (الناس) للفلوس وطغيان وفوقية العامل الاقتصادي لكننا أبداً لا يمكن أن (نفوتو) للدولة التى أرتضت أن تكون مسئولة عن (مواطنيها) فعندما يصبح الثمن ضد القيمة أو أن يكون هناك تناسب عكسي بين الثمن والقيمة وأن يكون هذا سلوك (الدولة) فإن الخراب العاجل آت لا محالة !
وأنا أتصفح صحيفة الإنتباهة عدد الجمعة الموافق 4 يونيو 2010م (أول أمس) وفى إحدى الصفحات التى إمتلأت بصرخات المواطنين التى تستجدى أهل الخير التبرع لهم بعضهم لدفع رسوم المدارس وبعضهم الآخر لدفع (حق العملية) أو قيمة دواء تتوقف عليه حياة إنسان .. إلى آخر هذه النداءات التى تقطع نياط القلب .. توقفت عند (أغرب نداء) يمكن أن يبعث به مواطن فى أية دولة كانت .. هو نداء بل إستجداء بعث به المواطن (عم الطاهر) يناشد فيه (أهل الخير) مساعدته فى (بتر) رجله التى جرحت فى حادث تعرض له وتقرر إستئصالها لانها إن لم يتم بترها فسوف تسبب له مضاعفات جمة !
بعد قراءتى للخبر أصابنى الوجوم تماماً حتى أننى أعدت قراءته مرة ثانية وثالثة وأخرى .. مرت أمام ناظرى أسماء كل كتب التاريخ الإسلامى والسيرة التى قرأتها وكل أسماء الصحابة والتابعين وأقوالهم وأفعالهم التى درسناها وكل الأحاديث النبوية والآيات القرانية التى حفظناها والتى تتحدث عن .. العدل والرحمة و(الرعية) !!
الجميع .. مستشفيات حكومية .. مستشفيات خاصة .. مستوصفات .. يريدون مقابل لبتر رجل (عم الطاهر) حتى قرر الرجل أن يطلق صرخة إستغاثة ونداء !!
نعم .. عندما يصبح الثمن ضد القيمة أو أن يكون هناك تناسب عكسي بين الثمن والقيمة وأن يكون هذا سلوك المواطنين و(الدولة) فإن الخراب العاجل آت لا محالة !
كسرة :
ربما يكون الحل هو أن يتنازل (عم الطاهر) عن رجله (المبتورة) لإحدى (كليات الطب الخاصة) لتدريس الطلاب عليها نظير بترها له !! ليكن هذا هو الثمن !! مش أية حاجة عندنا بقت بى مقابل ؟؟
السبت مايو 08, 2021 12:34 am من طرف Wadkamal
» اليقين والتوكل علي الله
السبت أكتوبر 03, 2015 11:32 pm من طرف Wadkamal
» شركة تشطيبات فى المهندسين (شركة تراست جروب للتشطيبات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:28 pm من طرف MARINAADEL
» شركة تصميم ديكورات (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات)
الأحد أبريل 19, 2015 11:24 pm من طرف MARINAADEL
» افضل شركة تشطيب (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:19 pm من طرف MARINAADEL
» صور ديكورات(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات 37623103 )
الأحد أبريل 19, 2015 11:14 pm من طرف MARINAADEL
» شركات الديكور فى مصر(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 10:49 pm من طرف MARINAADEL
» وتتوالى نجاحات المكملات الغذائيـــة لمراكـــز الهاشـــمى للا
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:38 am من طرف سراب
» البعرف ده ليه جائزة
الإثنين يناير 20, 2014 12:51 am من طرف Wadkamal
» ملف صوتي - مرثية هاشم - إلقاء معز عوض
السبت يناير 11, 2014 4:18 am من طرف wad_algmair
» قلوب لاتعرف النسيان
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:18 pm من طرف بت ملوك النيل
» التوافق بين العقل والقلب
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:16 pm من طرف بت ملوك النيل
» فضل صيام يوم عاشوراء ( العاشر من محرم)
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:48 pm من طرف بت ملوك النيل
» أي العبارات التالية تؤلمك
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:45 pm من طرف بت ملوك النيل
» رســـــالة إلى عاق الـــوالـــديــن
الأربعاء أكتوبر 23, 2013 9:16 pm من طرف بت ملوك النيل