الإحتمالاتُ الأخيرة للاعبِ النردِ الأخير
إلي محمود درويش ، رغم أنف الغياب :
علي خطيئتنا القديمة
لم نذل ..... نمشي
وننتظر المسيح
بأن يجيءَ من الصليبْ
تترجلُ الأشعارُ
عن ظهرِ الأغاني متعبةْ
ويئنُ من ألم النوى
طفلُ القصيد
كان يمكنُ
ألاَّ يئنَ من النوى
طفل القصيد ...
ماذا تبقي من جمالِ الحرف
والكلمات ترزح
تحت تابوت الرخامِ
وأنزوي
خلف المماتِ المرِ
سيافُ النشيد ؟؟!
، كان يمكنُ
الاَّ ينزوي
خلف الغيابِ المرِ
سيافُ النشيد
مَن للغةْ !؟
مَن للبنفسجِ!
مَن لأزهارِ اللوزِ
مَن لأفراخِ الحمامْ !!
مَن للقضيةِ ... للمطرْ !؟
مَن للبحْرِ
مَن لحيفا
مَن لبيروتَ
مَن للقدسِ
مَن ... مَن للجليل ؟؟!
مَن للحروفِ وللبلاغةِ
بعد ظعنك – سيدي –
مَن للهتافِ وللقريض !!!؟؟؟
أوَهكذا
تمضي بصمتكَ
دون إذنٍ بالرحيل !!!!
إن كان هذا القبرُ لكْ ،
مَن للحياةِ وللحُضُور !!!؟
لمنِ الحصارْ
ولِمن يرفرفُ سيدي
هذا العلم ؟؟؟
كان يمكنُ
أن تعاندَ وقتها
لِما لم تخيِّب يا أبي
ظنُّ العدم !
كان يمكنُ سيدي
الاَّ تموتْ
لو لم تكنْ
تجلسُ – صدفةً –
في مقاهي الميتين
كان يمكنُ
الاَّ تموتْ
لو أن مَلَكَ الموتِ
- ليلتها -
قد كلفوهُ بقتلِ شخصٍ آخرٍ
أو أنه
طرَقَ الديارَ
ولم تكن
في الإنتظار ......
كانت مصادفةً
في ذلك اليومَ الغريب
الاَّ ترتدي
- فيما أرتديتَ -
قميصُك الوطني
وبعضٌ
من حقول البرتقالْ ،
لو أنه
ما قُدَّ من قُبُِلٍ
ومِن دُبُرٍ
وصارَ قمامةً
في سلة الجِنرال ....
كان يمكنُ
أن يكونَ القدسُ
أولَ ما وضعتَ
علي حقيبتكَ الصغيرةِ
لو لم يكن
يصغي – علي مضضٍ –
لأقوالِ اليهود ...
كان يمكنُ
أن يكونَ
رفيق َ رحلَتَكَ الأخيرةِ
لو أن
أعرابَنا دفعوا له
ثمنُ التذاكرِ
أو
سمحوا له
حرسُ الحدود ...
كان يمكنُ
أن تقيما معاً
في فندقٍ واحد
وتتقاسما حب الوطن
وكوب الشايَ
والمِقعد
وذات الحجرةُ البيضاءَ ،
لو لم يكن
مدعوَّاً ... لدى الحاخامِ
أو
لم يستأجرونَ لهُ
قصراً من الأوهامِ
تحرُسُه الجنود .....
كان يمكنُ
أن تُدخنَ
سيجارتُكَ الأخيرةِ
لو أن نفط العالم العربيِّ
لم يرهن بأيدي الغرباءْ
أو أنهم ما صادروا
عن حكمةِ الكَبريتِ
أعوادُ الثقابْ .....
كان يمكنُ
ألاَّ تكونَ شاعراً
لو أن ربَ الشعرِ
لم يلقي نبؤَتهِ عليك
أو أن أصحابُ المعلقةِ الأوائلِ
أكملوا كل الكلامِ
ولم يدُلُوهُ إليك ...
كان يمكنُ
أن تكونَ نحاتاً
لو أن جدَّكَ – عند صُغرِكَ –
ما حكى لكَ عن عكاظٍ
ما أشتري لكَ محبرهْ
أو أنه أعطاكَ
إزميلاً ومطرقةً
وخبأ عنكَ
مقدرةُ القلم ...
أو ... كان يمكنُ
أن تكونَ مغنياً مُتشرداً
ضحلُ القضيةَََ والثقافةََ
رثُ الهويةَ والقصائدَ
والمبادئَ والثيابْ ،
لو أن مذياعُ العروبةِ وقتها
ما كانَ ينثُرُ في الأثيرِ
أغاني أم كلثوم
شدوُّ العندليب
وصوت فيروز الرخيم
كان يمكنُ أن تصيرَ مغنياً
لو لم تُجنْ
بمالكِ بن الريبِ
ولم تُجن ب عنترةْ .....
كان يمكنُ
أن تكونَ رساماً
لو أنهم لم يقتلوا ناجي العلي
وما رموا
فرشاتُه
لوحاتُه ... إنسانُه
أسرارُه ... أكوانُه
أحبارُه ... ألوانُه
أخبارُه ... أحلامُه ... أوطانه
في المقبرةْ .....
كان يمكنُ
أن تصبحَ
لاعبَ سلةٍ
تناسبُكَ جداً
هذى الهواية سيدي
- بِحكمِ قوامِكَ الفارع -
كانت ستمنحُكَ الكثير
- أقلها -
ما كنتَ تُدركُ
ما السجونُ
وما الحروبُ
وما النضالُ ... وما الألمْ
كانت ستمنحُكَ الكثير
- أقلها -
لن يفحصَ الرقباءُ
في دمِكَ الوطن ...
كان يمكنُ
سيدي ألاَّ تموتْ
لِما لم تخيِّب يا أبي
ظنُّ العدم ؟
18/8/2008م
إلي محمود درويش ، رغم أنف الغياب :
علي خطيئتنا القديمة
لم نذل ..... نمشي
وننتظر المسيح
بأن يجيءَ من الصليبْ
تترجلُ الأشعارُ
عن ظهرِ الأغاني متعبةْ
ويئنُ من ألم النوى
طفلُ القصيد
كان يمكنُ
ألاَّ يئنَ من النوى
طفل القصيد ...
ماذا تبقي من جمالِ الحرف
والكلمات ترزح
تحت تابوت الرخامِ
وأنزوي
خلف المماتِ المرِ
سيافُ النشيد ؟؟!
، كان يمكنُ
الاَّ ينزوي
خلف الغيابِ المرِ
سيافُ النشيد
مَن للغةْ !؟
مَن للبنفسجِ!
مَن لأزهارِ اللوزِ
مَن لأفراخِ الحمامْ !!
مَن للقضيةِ ... للمطرْ !؟
مَن للبحْرِ
مَن لحيفا
مَن لبيروتَ
مَن للقدسِ
مَن ... مَن للجليل ؟؟!
مَن للحروفِ وللبلاغةِ
بعد ظعنك – سيدي –
مَن للهتافِ وللقريض !!!؟؟؟
أوَهكذا
تمضي بصمتكَ
دون إذنٍ بالرحيل !!!!
إن كان هذا القبرُ لكْ ،
مَن للحياةِ وللحُضُور !!!؟
لمنِ الحصارْ
ولِمن يرفرفُ سيدي
هذا العلم ؟؟؟
كان يمكنُ
أن تعاندَ وقتها
لِما لم تخيِّب يا أبي
ظنُّ العدم !
كان يمكنُ سيدي
الاَّ تموتْ
لو لم تكنْ
تجلسُ – صدفةً –
في مقاهي الميتين
كان يمكنُ
الاَّ تموتْ
لو أن مَلَكَ الموتِ
- ليلتها -
قد كلفوهُ بقتلِ شخصٍ آخرٍ
أو أنه
طرَقَ الديارَ
ولم تكن
في الإنتظار ......
كانت مصادفةً
في ذلك اليومَ الغريب
الاَّ ترتدي
- فيما أرتديتَ -
قميصُك الوطني
وبعضٌ
من حقول البرتقالْ ،
لو أنه
ما قُدَّ من قُبُِلٍ
ومِن دُبُرٍ
وصارَ قمامةً
في سلة الجِنرال ....
كان يمكنُ
أن يكونَ القدسُ
أولَ ما وضعتَ
علي حقيبتكَ الصغيرةِ
لو لم يكن
يصغي – علي مضضٍ –
لأقوالِ اليهود ...
كان يمكنُ
أن يكونَ
رفيق َ رحلَتَكَ الأخيرةِ
لو أن
أعرابَنا دفعوا له
ثمنُ التذاكرِ
أو
سمحوا له
حرسُ الحدود ...
كان يمكنُ
أن تقيما معاً
في فندقٍ واحد
وتتقاسما حب الوطن
وكوب الشايَ
والمِقعد
وذات الحجرةُ البيضاءَ ،
لو لم يكن
مدعوَّاً ... لدى الحاخامِ
أو
لم يستأجرونَ لهُ
قصراً من الأوهامِ
تحرُسُه الجنود .....
كان يمكنُ
أن تُدخنَ
سيجارتُكَ الأخيرةِ
لو أن نفط العالم العربيِّ
لم يرهن بأيدي الغرباءْ
أو أنهم ما صادروا
عن حكمةِ الكَبريتِ
أعوادُ الثقابْ .....
كان يمكنُ
ألاَّ تكونَ شاعراً
لو أن ربَ الشعرِ
لم يلقي نبؤَتهِ عليك
أو أن أصحابُ المعلقةِ الأوائلِ
أكملوا كل الكلامِ
ولم يدُلُوهُ إليك ...
كان يمكنُ
أن تكونَ نحاتاً
لو أن جدَّكَ – عند صُغرِكَ –
ما حكى لكَ عن عكاظٍ
ما أشتري لكَ محبرهْ
أو أنه أعطاكَ
إزميلاً ومطرقةً
وخبأ عنكَ
مقدرةُ القلم ...
أو ... كان يمكنُ
أن تكونَ مغنياً مُتشرداً
ضحلُ القضيةَََ والثقافةََ
رثُ الهويةَ والقصائدَ
والمبادئَ والثيابْ ،
لو أن مذياعُ العروبةِ وقتها
ما كانَ ينثُرُ في الأثيرِ
أغاني أم كلثوم
شدوُّ العندليب
وصوت فيروز الرخيم
كان يمكنُ أن تصيرَ مغنياً
لو لم تُجنْ
بمالكِ بن الريبِ
ولم تُجن ب عنترةْ .....
كان يمكنُ
أن تكونَ رساماً
لو أنهم لم يقتلوا ناجي العلي
وما رموا
فرشاتُه
لوحاتُه ... إنسانُه
أسرارُه ... أكوانُه
أحبارُه ... ألوانُه
أخبارُه ... أحلامُه ... أوطانه
في المقبرةْ .....
كان يمكنُ
أن تصبحَ
لاعبَ سلةٍ
تناسبُكَ جداً
هذى الهواية سيدي
- بِحكمِ قوامِكَ الفارع -
كانت ستمنحُكَ الكثير
- أقلها -
ما كنتَ تُدركُ
ما السجونُ
وما الحروبُ
وما النضالُ ... وما الألمْ
كانت ستمنحُكَ الكثير
- أقلها -
لن يفحصَ الرقباءُ
في دمِكَ الوطن ...
كان يمكنُ
سيدي ألاَّ تموتْ
لِما لم تخيِّب يا أبي
ظنُّ العدم ؟
18/8/2008م
السبت مايو 08, 2021 12:34 am من طرف Wadkamal
» اليقين والتوكل علي الله
السبت أكتوبر 03, 2015 11:32 pm من طرف Wadkamal
» شركة تشطيبات فى المهندسين (شركة تراست جروب للتشطيبات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:28 pm من طرف MARINAADEL
» شركة تصميم ديكورات (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات)
الأحد أبريل 19, 2015 11:24 pm من طرف MARINAADEL
» افضل شركة تشطيب (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:19 pm من طرف MARINAADEL
» صور ديكورات(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات 37623103 )
الأحد أبريل 19, 2015 11:14 pm من طرف MARINAADEL
» شركات الديكور فى مصر(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 10:49 pm من طرف MARINAADEL
» وتتوالى نجاحات المكملات الغذائيـــة لمراكـــز الهاشـــمى للا
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:38 am من طرف سراب
» البعرف ده ليه جائزة
الإثنين يناير 20, 2014 12:51 am من طرف Wadkamal
» ملف صوتي - مرثية هاشم - إلقاء معز عوض
السبت يناير 11, 2014 4:18 am من طرف wad_algmair
» قلوب لاتعرف النسيان
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:18 pm من طرف بت ملوك النيل
» التوافق بين العقل والقلب
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:16 pm من طرف بت ملوك النيل
» فضل صيام يوم عاشوراء ( العاشر من محرم)
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:48 pm من طرف بت ملوك النيل
» أي العبارات التالية تؤلمك
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:45 pm من طرف بت ملوك النيل
» رســـــالة إلى عاق الـــوالـــديــن
الأربعاء أكتوبر 23, 2013 9:16 pm من طرف بت ملوك النيل