بعد 55 عاماً من الاستقلال ربما لا يعلم الكثير من هو مصمم علم السودان وقد يتساءل الكثيرون عن من هو الذي صمم علم السودان بألوانه الثلاث بعد إعلان الاستقلال؟ لكن معظمهم ربما لا يتوقعون أن أنامل امرأة كانت وراء رسم رمز البلاد إلا بع أن يعلموا أن فرحة عارمة انتابت المعلمة السريرة مكي الصوفي عند إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في 19/12/1955م , دفعتها للتفكير في تصميم العلم بعد أن نظمت قصيدة بعنوان ( يا بلدي العزيز اليوم تم الجلاء ) طبعاً لم يكن في وقتها إعلان مسابق لتصميم علم السودان, فقط عزيمتها وإرادتها قادتها لهذ الفكرة فأرسلت تصميمها في ظرف إلى الإذاعة عبر شقيقها حسن مكي ولم تفصح عن أسمها الحقيقي آنذاك, ورمزت إليه ب ( س مكي الصوفي ) وتضمنت رسالتها ألوان العلم مشروحة بمفتاح ذيلت به رسالتها, وقالت خلاله: إن اللون الأخضر رمز الزراعة, وهي المهنة الرئيسية في البلاد, والأصفر يرمز للصحراء, والأزرق يرمز لماء النيل.
بمبادرة فريدة في نوعها يملاها حب الوطن وشغفه لتبرز وطنيتها المنقطعة النظير في عهد كانت
فيه النساء تتوارى عن العيون في الساحة السودانية أبت نفسها ومخيلتها وقريحتها إلا أن ترسم
للوطن علماً يبقى ما بقي التاريخ تساؤلات عدة تعتري مخيلة الكثيرين إن لم يكن أغلبهم عن من
هو الذي صمم علم السودان بألوانه الثلاثة بعد الاستقلال؟! وتتعاظم الدهشة حين يعرفون أن
أنامل السريرة مكي من كانت وراء رسم رمز البلاد وجعله يرفرف عالياً في سماء السودان معلناً
ميلاد الحرية للشعب ليحكي عن عظمة نساء بلادي على مر العصور عطاءً متناهياً وإبداعاً لا
يوصف ولكن يُرى بالعين المجردة لوضوحه وخلوده...
ميلاد وإخوة
ولدت الأستاذة السريرة مكي الصوفي بأم درمان في عام (1928) وهي تنتمي إلى قبيلة الرباطاب
وكان والدها يعمل قاضياً بالمحكمة الشرعية وخليفة للشريف يوسف الهندي ببري الشريف
ووالدتها الحاجة نفيسة الحسن عوض الله من أوائل البنات اللائي درسن بمدرسة بابكر بدري
للبنات برفاعه، تربت في كنف والديها ووسط أخت واحدة وهي الحاجة ست نور وأربعة أشقاء
وهم الخضر والياس وهم توأمان ثم محمد الذي توفي إلى رحمة الله وأخر إخوتها حسن وهي
كانت له بمكانة والدته في الرعاية والحنان فكانت له نعم المربية والام الرؤوم .
أبناؤها وأحفادها
تزوجت من ابن خالها العميد شرطة محمدعوض الله الحسن ولها من الأبناء ثلاثة ومن البنات
ثلاث وأكبرهم الأستاذة فاتن محمدعوض الله وقد ورثت منها مهنة التدريس وهي متزوجة
من الأستاذ أحمد عبدالله السواحلي ولهم ابنة مهندسة تدعى ملاذ ويلي فاتن من الأبناء طارق
محمدعوض الله وهو يعمل بوزارة رئاسة مجلس الوزراء هيئة المستشارين ومتزوج من
الأستاذة إرشاد محمد أبوبكر وهي أستاذة أيضاً ولهم من الأبناء معتز طارق وعزة طارق
وهي مهندسة حاسوب وتلي طارق الأستاذة هند محمد عوض الله وهي تعمل بوزارة العدل
كرئيس إدارة قانونية وهي من أعمدة القانون ومشهود لها بالكفاءة والجدية في عملها ويلي
هند معاوية محمدعوض الله وهو أحد أعمدة المحاسبة في الوطن العربي ويعمل حالياً محاسباً
بالمملكة العربية السعودية بمجموعة شركات البركة القابضة ومتزوج من المحامية الأستاذة
مها عبد الله وله من الأبناء محمد معاوية ومنن معاوية ثم تأتي بعد معاوية هويدا محمدعوض
الله وهي صحفيه و زوجها المحامي حسن البدري وأولادها محمد حسن وفاطمة حسن وابنة
صغيره تسمى فداء حسن وهم جميعاً مقيمون بالولايات المتحدة الأمريكية ولهم الجنسية
الأمريكية وأخيراً يأتي آخر الأبناء للأستاذة السريرة مكي هو ابنها عمر محمدعوض الله
وهو ضابط بالقوات المسلحه بالمعاش ومتزوج من الأستاذة صفاء الأمين الكامل شبيكة وله
من الأبناء أمين عمر ومحمد عمر وأحمد عمر وابنة سميت هند عمر تيمننا بعمتها.
كما تمثل الأستاذة السريرة مكي الصوفي مثالاً حياً للمرأة السودانية المناضلة وهي شرف
وقدوة يجب الاحتذاء بها لكل بنات وأبناء السودان .
الدراسة والعمل
عملت السريرة في بداية حياتها معلمة كما درست الأستاذة السريرة مكي بكلية المعلمات بام
درمان وتخرج على يديها لفيف من النساء الذين عملن معلمات في كل أصقاع الوطن كما
عملت لأول مرة كمعلمة بمدرسة العباسية بأم درمان ثم بعد ذلك تم نقلها إلى مدينة أم روابة
بغرب السودان للعمل كمعلمة طبيعة وخرائط والتي سميت هذه الماده فيما بعد بالجغرافيا
الطبيعية اشتهرت الأستاذة السريرة مكي بين تلميذاتها بوعيها وكثرة واختلاف أوجه الإبداع
لديها حتى مما جعلها تصبح مثلاً للعديد منهن ليحتذين بها فمنهن من أصبحن معلمات مثلها
ليس حباً في التدريس فقط ولكن لانها حببت لهن التدريس وتمتاز السريرة بموهبة عالية في
الرسم وكتابة الشعر وقد استمرت في التدريس بأم روابة حتى تم نقلها إلى أم درمان بواسطة
المفتشة التعليمية الإنجليزية آنذاك.
أشهر طالباتها
ومن أشهر الطالبات اللائي تتلمذن على يد السريرة مكي بأول مدرسة لتعليم السيدات بالعباسية
آنذاك كانت السيدة وصال المهدي شقيقة الصادق المهدي الذي حكم السودان فترة من الزمن
وزوجة الترابي وهنالك العديد من خيرة بنات الوطن الواعيات ولكن طول المدة حال دون أن
تتذكر جميع أسمائهن .
ويتواصل الابداع
إلا أن فرحتها العارمة التي انتابتها عند سماعها إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في
( 19/12/1955م) دفعتها للتفكير في تصميم العلم ولم تكتفِ بذلك ولكن الموقف حرك الشاعر
الذي بداخلها لتخط أناملها إبداع آخر يكمل الإبداع الأول لذلك نظمت قصيدة (يا بلدي العزيز
اليوم تم الجلاء)ونسبة لوضع المرأة في تلك الفترة ارسلت اقتراحها مع شقيقها الأصغر حسن
مكي في مظروف إلى الإذاعة لتذاع عبر الاثير ولم تفصح عن اسمها الحقيقي واكتفت بأن
رمزت إليه بـ(س- مكي الصوفي)وتضمنت رسالتها ألوان العلم مشروحة بمفتاح ذيلت به
رسالتها، وقالت خلاله إن اللون الأخضر يرمز للزراعة، استقتها من كونها هي الحرفة
الرئيسية لأهل السودان، والأصفر يرمز للصحراء التي تتسع لتضم أغلب أراضي السودان ،
والأزرق يرمز للماء والنيل الذي يسقي البلاد جنوباً وشمالاً بلا شك أن أنامل خطت علم
السودان بهذه الروعة بطبعها مبدعة، وفنانة،وبعد أن سمعت في الإذاعة قصيدتها، رجحت
أن يكون تم تجاهل تصميمها للعلم، خاصة أنها لم تكتب اسمها صريحاً معللة ذلك بوضع المرأة
آنذاك التي يجب أن تتوارى بحسب فهم المجتمع يومها. واكتفت بفرحتها بسماع قصيدتها.
امرأة حكيمة
تقول (هند محمد عوض الله) ابنة السريرة مكي أن والدتها تفاعلت مع الحدث آنذاك لمعرفتها
التامة أن البلد كانت تحتاج لعلم يرفرف في آفاقها ويعلو بهامته في عليائها لذلك جاءت مبادرتها
من منطلق وطني بحت وإختيارها لتصميم العلم ساعدها على ذلك كونها أستاذة جغرافية ولأن
السودان كان بلد زراعي وأغلب أراضية صحراوية والنيل هو روح السودان وعموده الفقري كل
هذه الأشياء مجتمعة أثرت في أختيارها لتلك الألوان الثلاثة دون غيرها.
بالتحديد لترسل رسالتها مع أخيها الأصغر حسن مكي لدار الإذاعة بأم درمان التي كانت تذاع
على الهواء مباشرة وعرفت فيما بعد أن التصميم عرض على الحكومة ووافقت وعرض كذلك
على المعارضة ووافقت ومن أعز صديقاتها آنذاك نفيسة المليك كانت علاقتها بها ممتازة وهي
إنسانة جادة وصاحبة شخصية قوية (زولة) شورة ذات روية وحكمة في حل المشاكل رسمية في
تعاملها تميل للألوان الهادئة في اختيار ثيابها وتحب جداً اللون (البيجي والبني وتكره(الإنسان
الما بحترم سنه)وكانت رسامه تحب الطبيعة لتكون لها الصدارة في رسم لوحاتها وزوجها
ووالدي كان يساعدها على ذلك بالألوان والبُهية التي تساعدها على الرسم ولم يكتفِ إبداعها
عند ذلك بل كانت تفصل لنا الملابس للأعياد عندما كنا صغاراً وست بيت ماهرة في المطبخ
تعشق إعداد السفرة وتنظيمها متأثرة بالإنجليز لاهتمامهم بالشكل العام والجو العام لتناول الطعام
،ولا تميل لتناول القهوة والشاي إلا القليل كانت مهتمة بالعمل الاجتماعي وانضمت للاتحاد
النسائي فترة من الزمن ثم اتحاد نساء السودان في مدني مع نفيسة أحمد الأمين بدور عبد الله
وعلى ما أذكر أن جدي هو الشجع والدتي على متابعة تعليمها لانها شاطرة وذكية ولحظات
اختيار تصميمها وترجمته لواقع الفرحة لم تسعها لأنها لم تكن في منافسة ولا مسابقة لاختيار
العلم الأول وحتى الآن عندما نمر ببيت أزهري أو عندما تعرض صور الاستقلال الأولى وترى
العلم تفيض بخاطرها الذكريات وتفيض عيناها بالدموع وتسترجع اللحظات.
ولقد استمر العلم يرفرف حوالي (14)عاماً قبل أن يقوم الرئيس النميري بتبديله بالعلم الثاني
الذي أقيمت له المسابقات لاختياره ولم يتفرد به أحد مثلما فعلت والدتي وهي تشعر ونحن كذلك
نشعر معها حتى الآن لأنها قدمت للبلد لكل السودانيين شيئاً مهماً في فترة من الزمن توحد فيها
القاصي والداني وتوحدت فيها يد الأحزاب وكل الشعب ليجئ ثمرة هذه الوحدة الاستقلال ونحن
نحتاج هذا التوحد الآن لتحافظ البلاد على سيادتها وأكثر ما يحز في نفسها ما يحدث الآن من
نزاع حول الوحدة والانفصال وهي تتألم لأن النضال قبل الاستقلال كان للبلد عامة.
رفقة ورفقاء
ويقول مقربون إن السريرة إحدى رائدات العمل النسوي في السودان، فقد كانت عضواً في اللجنة
التمهيدية للاتحاد النسائي إلى جانب كل من نفيسة المليك، وحاجة كاشف، وعزيزة مكي، ومدينة
بابكر الغالي،وبصحبة كل من نفيسة عوض الكري، وسكينة توفيق صاحبنها ورافقنها الكثيرات
في جميع مراحل حياتها بين التدريس والنضال والحل والترحال بين مدني وأم درمان وأم روابة.
عواطف جياشه
ولم تتماسك نفسها من الدهشة وأدمعت عيناها فرحاً عقب رؤيتها الفنانة حواء الطقطاقة في
التلفاز أثناء اللحظة التاريخية التي كان ينتظرها الشعب قاطبة تتدثر في مسيرة الاستقلال قبل
رفع العلم في السارية ثوباً سودانياً بذات التصميم وبألوانه الثلاث التي ابتكرتها السريرة،فكانت
الدموع هي المترجم الوحيد الذي أعلن اكتمال فرحتها الأولى بالقصيدة أن تتوج بقبول الاقتراح
ويتم اختياره علماً للبلاد، إذن كانت أولى خطوات انتصارها في معركة الأعداء أن تطلق سهماً
يصيبهم في مقتل وأن يكون لها شرف التصميم الذي أصبح رمزاً للبلاد لفترة طويلة من الزمن.
برامج إذاعية
فالحاجة السريرة التي ظلت تعلم الأجيال منذ 60 عاماً، سردت قصصاً وروايات كشفت فيها
لاجيالها عن قسوة تعامل المعلمات السودانيات من قبل البريطانيات والمصريات قبل الاستقلال،
مما اضطرهن لإنشاء جميعات أدبية تناهض الاستعمار.
قالت إن تعاملهم السيء مع أبناء البلد وبناته دفعها لصقل موهبتها والرد عبر عطاء لم يقف
عند تصميمها للعلم الوطني، بل تعداه لإعدادها برامج إذاعية حيث كانت تقدم أيام الاستقلال
حديثاً للأطفال والأمهات من مايكرفون الإذاعةالسودانية ليسمع صوتها من به صمم وتكتمل
مسيرة جهادها من أجل حرية الوطن وصون كرامة أهله.
دهب الكيلة
كان لهندامها وذوقها والتزامها ببرتكولاتها في اختيار ثيابها جعل من السريرة مكي مضرب
مثل للجميع وأضفى عليها نوعاً من الأناقة وحسن المظهر وشهد لها بذلك الوصف الذي
وصفها به نجلها اللواء معاش عمر محمد عوض في أحد دواوينه الشعرية (بالسريرة دهب
الكيلة)، وقالت السيدة السريرة إن اللواء عمر محمد عوض وهو ابنها الذي ورث عنها الإبداع
والفن .
مواقف بطولية
من المواقف البطولية التي تحسب لها حين فجرت بركان الغضب في نفس مفتشتها الإنجليزية
وذلك بعد أن سئلت الأستاذة السريرة مكي ضمن احتفال ضم لفيف من الاساتذه وبحضور وزير
المعارف الانجليزي آنذاك حيث سئلت عن أمنيتها فأجابت أن أمنيتها أن ترى حاكم السودان
سودانياً وأن يتمتع السودان بحكم ذاتي وكانت قولتها بمثابة شعلة حقيقية جعلتها تستمر في
النضال والعمل الطوعي واشعلت فيها الحماس لتتولى الدفاع والتعبير باسم المرأة السودانية .
الانجازات
استمر نضالها بعد ذلك فقامت ضمن مجموعة من النساء المناضلات بإنشاء أول اتحاد نسائي
في السودان في بداية الستينات وكانت في ذلك الوقت امرأة متزوجة ولها أطفال إلا أن حب
الوطن وخدمة المجتمع السوداني وخاصة قطاع النساء كان هو هاجسها الأول فاستمرت في
العمل النسائي ولكن ظروف تنقل زوجها وهو ابن خالها العميد سجون محمد عوض الله الحسن
حال دون استمرارها في العمل بصورة متصلة فتفرغت لتربية أبنائها حتى أخرجتهم للمجتمع
رجالاً أقوياء أشداء نهلوا من معينها كل الجمال والعطاء وحب الوطن كما اخذوا منها الكثير من
الصفات التي اتسمت بها شخصيتها المعطاءة لتمثل الأستاذة السريرة مكي الصوفي مثالاً حياً
للمرأة السودانية المناضلة وهي شرف وقدوة لحواء السودانية وقد درج أبناؤها على الاحتفال
بها سنوياً حتى يعلم أحفادها عظمة جدتهم وحتى يشبوا وهم رافعي رؤوسهم صوب السماء فخراً
وإعزازاً بمن كانت ولازلت لآبائهم وأمهاتهم قدوة وعبرهم ستظل مفخرة لهم ولأبنائهم من
بعدهم .
إحتفالات أسرية
وقد درج أبناء السريرة مكي علي الاحتفال بها سنوياً حتى يعلم أحفادها عظمة جدتهم وما قدمته
للسودانيين وحتى يشبوا وهم رافعي رؤوسهم صوب السماء فخراً وإعزازاً بمن كانت ولازلت
لابائهم وامهاتهم قدوه وعبرهم ستظل مفخرة لهم ولابنائهم من بعدهم هذا وتقيم الاستاذه
السريره مكي الصوفي بمنزل زوجها حتى الآن .
مواهب متعددة
تعد السريرة مكي نهراً ينضح إبداعاً فكان للتطريز والحياكة نصيب في تعدد مواهبها ليندمج
الفن والإبداع والمهارة وفي شخصيتها الفذه وتتقنهم بحبها لعملها والتزامها وبحثها عن كل
جديد فكانت اللوحات والقصائد الشعرية والمفارش والفوط الكوفيه بأنواعها المختلفة.
وبعد أن سمعت في الإذاعة قصيدتها, رجحت أن يكون تم تجاهل تصميمها للعلم, خاصة إنها لم تكتب أسمها صريحاً معللة ذلك بوضع المرأة آنذاك, التي يجب أن تتوارى حسب فهم المجتمع يومها.
ولم تتماسك نفسها من الدهشة عقب رؤيتها الفنانة ( حواء الطقطاقة ) في مسيرة الاستقلال عقب رفع العلم ثوباً سودانياً بذات التصميم وبألوانه الثلاث الذي حاكته أناملها, ولم يعرف أحد أنها وراء تصميم رمز السيادة.
فالحاجة السريرة مكي الصوفي ظلت تعلم الأجيال منذ 60 عاماً.
الحاجة السريرة مكي الصوفي
حواء الطقطاقة
بمبادرة فريدة في نوعها يملاها حب الوطن وشغفه لتبرز وطنيتها المنقطعة النظير في عهد كانت
فيه النساء تتوارى عن العيون في الساحة السودانية أبت نفسها ومخيلتها وقريحتها إلا أن ترسم
للوطن علماً يبقى ما بقي التاريخ تساؤلات عدة تعتري مخيلة الكثيرين إن لم يكن أغلبهم عن من
هو الذي صمم علم السودان بألوانه الثلاثة بعد الاستقلال؟! وتتعاظم الدهشة حين يعرفون أن
أنامل السريرة مكي من كانت وراء رسم رمز البلاد وجعله يرفرف عالياً في سماء السودان معلناً
ميلاد الحرية للشعب ليحكي عن عظمة نساء بلادي على مر العصور عطاءً متناهياً وإبداعاً لا
يوصف ولكن يُرى بالعين المجردة لوضوحه وخلوده...
ميلاد وإخوة
ولدت الأستاذة السريرة مكي الصوفي بأم درمان في عام (1928) وهي تنتمي إلى قبيلة الرباطاب
وكان والدها يعمل قاضياً بالمحكمة الشرعية وخليفة للشريف يوسف الهندي ببري الشريف
ووالدتها الحاجة نفيسة الحسن عوض الله من أوائل البنات اللائي درسن بمدرسة بابكر بدري
للبنات برفاعه، تربت في كنف والديها ووسط أخت واحدة وهي الحاجة ست نور وأربعة أشقاء
وهم الخضر والياس وهم توأمان ثم محمد الذي توفي إلى رحمة الله وأخر إخوتها حسن وهي
كانت له بمكانة والدته في الرعاية والحنان فكانت له نعم المربية والام الرؤوم .
أبناؤها وأحفادها
تزوجت من ابن خالها العميد شرطة محمدعوض الله الحسن ولها من الأبناء ثلاثة ومن البنات
ثلاث وأكبرهم الأستاذة فاتن محمدعوض الله وقد ورثت منها مهنة التدريس وهي متزوجة
من الأستاذ أحمد عبدالله السواحلي ولهم ابنة مهندسة تدعى ملاذ ويلي فاتن من الأبناء طارق
محمدعوض الله وهو يعمل بوزارة رئاسة مجلس الوزراء هيئة المستشارين ومتزوج من
الأستاذة إرشاد محمد أبوبكر وهي أستاذة أيضاً ولهم من الأبناء معتز طارق وعزة طارق
وهي مهندسة حاسوب وتلي طارق الأستاذة هند محمد عوض الله وهي تعمل بوزارة العدل
كرئيس إدارة قانونية وهي من أعمدة القانون ومشهود لها بالكفاءة والجدية في عملها ويلي
هند معاوية محمدعوض الله وهو أحد أعمدة المحاسبة في الوطن العربي ويعمل حالياً محاسباً
بالمملكة العربية السعودية بمجموعة شركات البركة القابضة ومتزوج من المحامية الأستاذة
مها عبد الله وله من الأبناء محمد معاوية ومنن معاوية ثم تأتي بعد معاوية هويدا محمدعوض
الله وهي صحفيه و زوجها المحامي حسن البدري وأولادها محمد حسن وفاطمة حسن وابنة
صغيره تسمى فداء حسن وهم جميعاً مقيمون بالولايات المتحدة الأمريكية ولهم الجنسية
الأمريكية وأخيراً يأتي آخر الأبناء للأستاذة السريرة مكي هو ابنها عمر محمدعوض الله
وهو ضابط بالقوات المسلحه بالمعاش ومتزوج من الأستاذة صفاء الأمين الكامل شبيكة وله
من الأبناء أمين عمر ومحمد عمر وأحمد عمر وابنة سميت هند عمر تيمننا بعمتها.
كما تمثل الأستاذة السريرة مكي الصوفي مثالاً حياً للمرأة السودانية المناضلة وهي شرف
وقدوة يجب الاحتذاء بها لكل بنات وأبناء السودان .
الدراسة والعمل
عملت السريرة في بداية حياتها معلمة كما درست الأستاذة السريرة مكي بكلية المعلمات بام
درمان وتخرج على يديها لفيف من النساء الذين عملن معلمات في كل أصقاع الوطن كما
عملت لأول مرة كمعلمة بمدرسة العباسية بأم درمان ثم بعد ذلك تم نقلها إلى مدينة أم روابة
بغرب السودان للعمل كمعلمة طبيعة وخرائط والتي سميت هذه الماده فيما بعد بالجغرافيا
الطبيعية اشتهرت الأستاذة السريرة مكي بين تلميذاتها بوعيها وكثرة واختلاف أوجه الإبداع
لديها حتى مما جعلها تصبح مثلاً للعديد منهن ليحتذين بها فمنهن من أصبحن معلمات مثلها
ليس حباً في التدريس فقط ولكن لانها حببت لهن التدريس وتمتاز السريرة بموهبة عالية في
الرسم وكتابة الشعر وقد استمرت في التدريس بأم روابة حتى تم نقلها إلى أم درمان بواسطة
المفتشة التعليمية الإنجليزية آنذاك.
أشهر طالباتها
ومن أشهر الطالبات اللائي تتلمذن على يد السريرة مكي بأول مدرسة لتعليم السيدات بالعباسية
آنذاك كانت السيدة وصال المهدي شقيقة الصادق المهدي الذي حكم السودان فترة من الزمن
وزوجة الترابي وهنالك العديد من خيرة بنات الوطن الواعيات ولكن طول المدة حال دون أن
تتذكر جميع أسمائهن .
ويتواصل الابداع
إلا أن فرحتها العارمة التي انتابتها عند سماعها إعلان الاستقلال من داخل البرلمان في
( 19/12/1955م) دفعتها للتفكير في تصميم العلم ولم تكتفِ بذلك ولكن الموقف حرك الشاعر
الذي بداخلها لتخط أناملها إبداع آخر يكمل الإبداع الأول لذلك نظمت قصيدة (يا بلدي العزيز
اليوم تم الجلاء)ونسبة لوضع المرأة في تلك الفترة ارسلت اقتراحها مع شقيقها الأصغر حسن
مكي في مظروف إلى الإذاعة لتذاع عبر الاثير ولم تفصح عن اسمها الحقيقي واكتفت بأن
رمزت إليه بـ(س- مكي الصوفي)وتضمنت رسالتها ألوان العلم مشروحة بمفتاح ذيلت به
رسالتها، وقالت خلاله إن اللون الأخضر يرمز للزراعة، استقتها من كونها هي الحرفة
الرئيسية لأهل السودان، والأصفر يرمز للصحراء التي تتسع لتضم أغلب أراضي السودان ،
والأزرق يرمز للماء والنيل الذي يسقي البلاد جنوباً وشمالاً بلا شك أن أنامل خطت علم
السودان بهذه الروعة بطبعها مبدعة، وفنانة،وبعد أن سمعت في الإذاعة قصيدتها، رجحت
أن يكون تم تجاهل تصميمها للعلم، خاصة أنها لم تكتب اسمها صريحاً معللة ذلك بوضع المرأة
آنذاك التي يجب أن تتوارى بحسب فهم المجتمع يومها. واكتفت بفرحتها بسماع قصيدتها.
امرأة حكيمة
تقول (هند محمد عوض الله) ابنة السريرة مكي أن والدتها تفاعلت مع الحدث آنذاك لمعرفتها
التامة أن البلد كانت تحتاج لعلم يرفرف في آفاقها ويعلو بهامته في عليائها لذلك جاءت مبادرتها
من منطلق وطني بحت وإختيارها لتصميم العلم ساعدها على ذلك كونها أستاذة جغرافية ولأن
السودان كان بلد زراعي وأغلب أراضية صحراوية والنيل هو روح السودان وعموده الفقري كل
هذه الأشياء مجتمعة أثرت في أختيارها لتلك الألوان الثلاثة دون غيرها.
بالتحديد لترسل رسالتها مع أخيها الأصغر حسن مكي لدار الإذاعة بأم درمان التي كانت تذاع
على الهواء مباشرة وعرفت فيما بعد أن التصميم عرض على الحكومة ووافقت وعرض كذلك
على المعارضة ووافقت ومن أعز صديقاتها آنذاك نفيسة المليك كانت علاقتها بها ممتازة وهي
إنسانة جادة وصاحبة شخصية قوية (زولة) شورة ذات روية وحكمة في حل المشاكل رسمية في
تعاملها تميل للألوان الهادئة في اختيار ثيابها وتحب جداً اللون (البيجي والبني وتكره(الإنسان
الما بحترم سنه)وكانت رسامه تحب الطبيعة لتكون لها الصدارة في رسم لوحاتها وزوجها
ووالدي كان يساعدها على ذلك بالألوان والبُهية التي تساعدها على الرسم ولم يكتفِ إبداعها
عند ذلك بل كانت تفصل لنا الملابس للأعياد عندما كنا صغاراً وست بيت ماهرة في المطبخ
تعشق إعداد السفرة وتنظيمها متأثرة بالإنجليز لاهتمامهم بالشكل العام والجو العام لتناول الطعام
،ولا تميل لتناول القهوة والشاي إلا القليل كانت مهتمة بالعمل الاجتماعي وانضمت للاتحاد
النسائي فترة من الزمن ثم اتحاد نساء السودان في مدني مع نفيسة أحمد الأمين بدور عبد الله
وعلى ما أذكر أن جدي هو الشجع والدتي على متابعة تعليمها لانها شاطرة وذكية ولحظات
اختيار تصميمها وترجمته لواقع الفرحة لم تسعها لأنها لم تكن في منافسة ولا مسابقة لاختيار
العلم الأول وحتى الآن عندما نمر ببيت أزهري أو عندما تعرض صور الاستقلال الأولى وترى
العلم تفيض بخاطرها الذكريات وتفيض عيناها بالدموع وتسترجع اللحظات.
ولقد استمر العلم يرفرف حوالي (14)عاماً قبل أن يقوم الرئيس النميري بتبديله بالعلم الثاني
الذي أقيمت له المسابقات لاختياره ولم يتفرد به أحد مثلما فعلت والدتي وهي تشعر ونحن كذلك
نشعر معها حتى الآن لأنها قدمت للبلد لكل السودانيين شيئاً مهماً في فترة من الزمن توحد فيها
القاصي والداني وتوحدت فيها يد الأحزاب وكل الشعب ليجئ ثمرة هذه الوحدة الاستقلال ونحن
نحتاج هذا التوحد الآن لتحافظ البلاد على سيادتها وأكثر ما يحز في نفسها ما يحدث الآن من
نزاع حول الوحدة والانفصال وهي تتألم لأن النضال قبل الاستقلال كان للبلد عامة.
رفقة ورفقاء
ويقول مقربون إن السريرة إحدى رائدات العمل النسوي في السودان، فقد كانت عضواً في اللجنة
التمهيدية للاتحاد النسائي إلى جانب كل من نفيسة المليك، وحاجة كاشف، وعزيزة مكي، ومدينة
بابكر الغالي،وبصحبة كل من نفيسة عوض الكري، وسكينة توفيق صاحبنها ورافقنها الكثيرات
في جميع مراحل حياتها بين التدريس والنضال والحل والترحال بين مدني وأم درمان وأم روابة.
عواطف جياشه
ولم تتماسك نفسها من الدهشة وأدمعت عيناها فرحاً عقب رؤيتها الفنانة حواء الطقطاقة في
التلفاز أثناء اللحظة التاريخية التي كان ينتظرها الشعب قاطبة تتدثر في مسيرة الاستقلال قبل
رفع العلم في السارية ثوباً سودانياً بذات التصميم وبألوانه الثلاث التي ابتكرتها السريرة،فكانت
الدموع هي المترجم الوحيد الذي أعلن اكتمال فرحتها الأولى بالقصيدة أن تتوج بقبول الاقتراح
ويتم اختياره علماً للبلاد، إذن كانت أولى خطوات انتصارها في معركة الأعداء أن تطلق سهماً
يصيبهم في مقتل وأن يكون لها شرف التصميم الذي أصبح رمزاً للبلاد لفترة طويلة من الزمن.
برامج إذاعية
فالحاجة السريرة التي ظلت تعلم الأجيال منذ 60 عاماً، سردت قصصاً وروايات كشفت فيها
لاجيالها عن قسوة تعامل المعلمات السودانيات من قبل البريطانيات والمصريات قبل الاستقلال،
مما اضطرهن لإنشاء جميعات أدبية تناهض الاستعمار.
قالت إن تعاملهم السيء مع أبناء البلد وبناته دفعها لصقل موهبتها والرد عبر عطاء لم يقف
عند تصميمها للعلم الوطني، بل تعداه لإعدادها برامج إذاعية حيث كانت تقدم أيام الاستقلال
حديثاً للأطفال والأمهات من مايكرفون الإذاعةالسودانية ليسمع صوتها من به صمم وتكتمل
مسيرة جهادها من أجل حرية الوطن وصون كرامة أهله.
دهب الكيلة
كان لهندامها وذوقها والتزامها ببرتكولاتها في اختيار ثيابها جعل من السريرة مكي مضرب
مثل للجميع وأضفى عليها نوعاً من الأناقة وحسن المظهر وشهد لها بذلك الوصف الذي
وصفها به نجلها اللواء معاش عمر محمد عوض في أحد دواوينه الشعرية (بالسريرة دهب
الكيلة)، وقالت السيدة السريرة إن اللواء عمر محمد عوض وهو ابنها الذي ورث عنها الإبداع
والفن .
مواقف بطولية
من المواقف البطولية التي تحسب لها حين فجرت بركان الغضب في نفس مفتشتها الإنجليزية
وذلك بعد أن سئلت الأستاذة السريرة مكي ضمن احتفال ضم لفيف من الاساتذه وبحضور وزير
المعارف الانجليزي آنذاك حيث سئلت عن أمنيتها فأجابت أن أمنيتها أن ترى حاكم السودان
سودانياً وأن يتمتع السودان بحكم ذاتي وكانت قولتها بمثابة شعلة حقيقية جعلتها تستمر في
النضال والعمل الطوعي واشعلت فيها الحماس لتتولى الدفاع والتعبير باسم المرأة السودانية .
الانجازات
استمر نضالها بعد ذلك فقامت ضمن مجموعة من النساء المناضلات بإنشاء أول اتحاد نسائي
في السودان في بداية الستينات وكانت في ذلك الوقت امرأة متزوجة ولها أطفال إلا أن حب
الوطن وخدمة المجتمع السوداني وخاصة قطاع النساء كان هو هاجسها الأول فاستمرت في
العمل النسائي ولكن ظروف تنقل زوجها وهو ابن خالها العميد سجون محمد عوض الله الحسن
حال دون استمرارها في العمل بصورة متصلة فتفرغت لتربية أبنائها حتى أخرجتهم للمجتمع
رجالاً أقوياء أشداء نهلوا من معينها كل الجمال والعطاء وحب الوطن كما اخذوا منها الكثير من
الصفات التي اتسمت بها شخصيتها المعطاءة لتمثل الأستاذة السريرة مكي الصوفي مثالاً حياً
للمرأة السودانية المناضلة وهي شرف وقدوة لحواء السودانية وقد درج أبناؤها على الاحتفال
بها سنوياً حتى يعلم أحفادها عظمة جدتهم وحتى يشبوا وهم رافعي رؤوسهم صوب السماء فخراً
وإعزازاً بمن كانت ولازلت لآبائهم وأمهاتهم قدوة وعبرهم ستظل مفخرة لهم ولأبنائهم من
بعدهم .
إحتفالات أسرية
وقد درج أبناء السريرة مكي علي الاحتفال بها سنوياً حتى يعلم أحفادها عظمة جدتهم وما قدمته
للسودانيين وحتى يشبوا وهم رافعي رؤوسهم صوب السماء فخراً وإعزازاً بمن كانت ولازلت
لابائهم وامهاتهم قدوه وعبرهم ستظل مفخرة لهم ولابنائهم من بعدهم هذا وتقيم الاستاذه
السريره مكي الصوفي بمنزل زوجها حتى الآن .
مواهب متعددة
تعد السريرة مكي نهراً ينضح إبداعاً فكان للتطريز والحياكة نصيب في تعدد مواهبها ليندمج
الفن والإبداع والمهارة وفي شخصيتها الفذه وتتقنهم بحبها لعملها والتزامها وبحثها عن كل
جديد فكانت اللوحات والقصائد الشعرية والمفارش والفوط الكوفيه بأنواعها المختلفة.
وبعد أن سمعت في الإذاعة قصيدتها, رجحت أن يكون تم تجاهل تصميمها للعلم, خاصة إنها لم تكتب أسمها صريحاً معللة ذلك بوضع المرأة آنذاك, التي يجب أن تتوارى حسب فهم المجتمع يومها.
ولم تتماسك نفسها من الدهشة عقب رؤيتها الفنانة ( حواء الطقطاقة ) في مسيرة الاستقلال عقب رفع العلم ثوباً سودانياً بذات التصميم وبألوانه الثلاث الذي حاكته أناملها, ولم يعرف أحد أنها وراء تصميم رمز السيادة.
فالحاجة السريرة مكي الصوفي ظلت تعلم الأجيال منذ 60 عاماً.
الحاجة السريرة مكي الصوفي
حواء الطقطاقة
السبت مايو 08, 2021 12:34 am من طرف Wadkamal
» اليقين والتوكل علي الله
السبت أكتوبر 03, 2015 11:32 pm من طرف Wadkamal
» شركة تشطيبات فى المهندسين (شركة تراست جروب للتشطيبات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:28 pm من طرف MARINAADEL
» شركة تصميم ديكورات (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات)
الأحد أبريل 19, 2015 11:24 pm من طرف MARINAADEL
» افضل شركة تشطيب (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:19 pm من طرف MARINAADEL
» صور ديكورات(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات 37623103 )
الأحد أبريل 19, 2015 11:14 pm من طرف MARINAADEL
» شركات الديكور فى مصر(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 10:49 pm من طرف MARINAADEL
» وتتوالى نجاحات المكملات الغذائيـــة لمراكـــز الهاشـــمى للا
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:38 am من طرف سراب
» البعرف ده ليه جائزة
الإثنين يناير 20, 2014 12:51 am من طرف Wadkamal
» ملف صوتي - مرثية هاشم - إلقاء معز عوض
السبت يناير 11, 2014 4:18 am من طرف wad_algmair
» قلوب لاتعرف النسيان
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:18 pm من طرف بت ملوك النيل
» التوافق بين العقل والقلب
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:16 pm من طرف بت ملوك النيل
» فضل صيام يوم عاشوراء ( العاشر من محرم)
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:48 pm من طرف بت ملوك النيل
» أي العبارات التالية تؤلمك
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:45 pm من طرف بت ملوك النيل
» رســـــالة إلى عاق الـــوالـــديــن
الأربعاء أكتوبر 23, 2013 9:16 pm من طرف بت ملوك النيل