في حضرة الراحل الحبر المأمون المساعد
2010/11/26 - 12:54
الأستاذ أبشر الماحي، أرجو شاكراً بعد التحايا أن تجد رسالتي هذه حظاً في ملاذاتكم المقروءة ولكم خالص الود.
في جوفه كل القرآن، بلسانه تلا كل الآيات، بمداده والدواية كتب كل الآيات، فأسبغ الله عليه نعم العلم والحلم وتاج القرآن من بعد الحسب والنسب وإرث السلطان، وهو الراحل الحبر المأمون سليل المك المساعد على أرض المك المساعد. هيأ الله له الأملاك والأراضي فعمرها وسبَّلها طعاماً للضيوف والجيران والزائرين.
أهل النحاس والكرسي والحكم بمحلية المتمة، تهتز لهيبتهم المجالس وتفتح أمامهم كل الأبواب، وقديماً قال الشكَّار لأبيهم المك إدريس يدعوه إلى القتال:
إدريس مقصع الخيل الشكت بالرق
امرق يا ولد شمس نحاسك دق
وقدر الله بيجيك إن كان دخلْ في حق
فارتعدت فرائص الجد المك وذابت من تحته أرائك الكرسي، ولما تكسرت أسرجت الفرس ولم ينزل الفارس وعلم أن قومه يريدون حرب الهمج، فأرسل إلى الشكرية يدعوهم للسند فانبرى فرسانهم، وكان اللقاء طيلة النهار وبدا لأهل قرِّي أن المك لن يسلمهم أرضه حتى يهلك أو يهلكوا فعقدوا معه صلحهم المشهود ورجعوا إلى حدود قرِّي المعروفة، فكان أن رسم بسيفه الحدود الشمالية التي لم تتجاوزها السلطنة الزرقاء طيلة عمرها الذي قارب خمسة قرون من الزمان.
وانطلق الشكّار يدندن ويوثق لهذا اليوم المشهود بقوله:
الشكرية فرسان تخاف اللوم
لكن الجعلية في اللجة بحر العوم
جارن في حوارن ما ببيت مظلوم
لا بتكلفوا لا بقولوا لو مننا قوم
فهذا حفيد هذا المك عاش كريماً كما أبائه فارساً عالماً يعمر قلبه القرآن والجود وصلة الرحم وحسن الجوار وكلما صقل الزمان ودولابه فرعاً زاد لمعاناً وزهواً فترفعه السماء زينة ونوراً مع كواكبها.
وهكذا الموت، كمقبل على تمر، تختار أفضل حباته وإن كان لا يبقى سلطانه على الخف والجاو والرطب الجاف والصغير والكبير، وعندما يكون الابتلاء في عزيز؛ تكثر بواكيه وتتعدد مناقبه ومحاسنه.
حبر أمة المساعداب وإمامها الحافظ لكتاب الله وآدابه، الواهب ماله وظله وجاهه من أجل الكادحين والمساكين، القاطع راحته وزاد عياله وطعامه قِرىً وجوداً يرحل بدراً كاملاً ترثيه المراثي وتفقده المنابر ودكة المسجد العتيق. خلت المجالس وإن أفسح فيها لذكره، حنت المآذن ومكبراتها لصوته منادياً حي على الفلاح، كلمى جروحك محلية المتمة، فلا تندمل، أوجاع وأسقام لا يبددها صبر ولا سلوى، نزف لا ينسيه الزمان والليل والتكرار، كرىً وكرى، وسحر وسحور، طمي ونهر، حر وزمهرير وحرقة، أنّة خافتة، إن الصمت أبلغ في اتباع جنازتك، سيدي المك حافظ القرآن، جعل الرسول صلى الله عليه وسلم شفيعك، والكوثر وردك.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
2010/11/26 - 12:54
الأستاذ أبشر الماحي، أرجو شاكراً بعد التحايا أن تجد رسالتي هذه حظاً في ملاذاتكم المقروءة ولكم خالص الود.
في جوفه كل القرآن، بلسانه تلا كل الآيات، بمداده والدواية كتب كل الآيات، فأسبغ الله عليه نعم العلم والحلم وتاج القرآن من بعد الحسب والنسب وإرث السلطان، وهو الراحل الحبر المأمون سليل المك المساعد على أرض المك المساعد. هيأ الله له الأملاك والأراضي فعمرها وسبَّلها طعاماً للضيوف والجيران والزائرين.
أهل النحاس والكرسي والحكم بمحلية المتمة، تهتز لهيبتهم المجالس وتفتح أمامهم كل الأبواب، وقديماً قال الشكَّار لأبيهم المك إدريس يدعوه إلى القتال:
إدريس مقصع الخيل الشكت بالرق
امرق يا ولد شمس نحاسك دق
وقدر الله بيجيك إن كان دخلْ في حق
فارتعدت فرائص الجد المك وذابت من تحته أرائك الكرسي، ولما تكسرت أسرجت الفرس ولم ينزل الفارس وعلم أن قومه يريدون حرب الهمج، فأرسل إلى الشكرية يدعوهم للسند فانبرى فرسانهم، وكان اللقاء طيلة النهار وبدا لأهل قرِّي أن المك لن يسلمهم أرضه حتى يهلك أو يهلكوا فعقدوا معه صلحهم المشهود ورجعوا إلى حدود قرِّي المعروفة، فكان أن رسم بسيفه الحدود الشمالية التي لم تتجاوزها السلطنة الزرقاء طيلة عمرها الذي قارب خمسة قرون من الزمان.
وانطلق الشكّار يدندن ويوثق لهذا اليوم المشهود بقوله:
الشكرية فرسان تخاف اللوم
لكن الجعلية في اللجة بحر العوم
جارن في حوارن ما ببيت مظلوم
لا بتكلفوا لا بقولوا لو مننا قوم
فهذا حفيد هذا المك عاش كريماً كما أبائه فارساً عالماً يعمر قلبه القرآن والجود وصلة الرحم وحسن الجوار وكلما صقل الزمان ودولابه فرعاً زاد لمعاناً وزهواً فترفعه السماء زينة ونوراً مع كواكبها.
وهكذا الموت، كمقبل على تمر، تختار أفضل حباته وإن كان لا يبقى سلطانه على الخف والجاو والرطب الجاف والصغير والكبير، وعندما يكون الابتلاء في عزيز؛ تكثر بواكيه وتتعدد مناقبه ومحاسنه.
حبر أمة المساعداب وإمامها الحافظ لكتاب الله وآدابه، الواهب ماله وظله وجاهه من أجل الكادحين والمساكين، القاطع راحته وزاد عياله وطعامه قِرىً وجوداً يرحل بدراً كاملاً ترثيه المراثي وتفقده المنابر ودكة المسجد العتيق. خلت المجالس وإن أفسح فيها لذكره، حنت المآذن ومكبراتها لصوته منادياً حي على الفلاح، كلمى جروحك محلية المتمة، فلا تندمل، أوجاع وأسقام لا يبددها صبر ولا سلوى، نزف لا ينسيه الزمان والليل والتكرار، كرىً وكرى، وسحر وسحور، طمي ونهر، حر وزمهرير وحرقة، أنّة خافتة، إن الصمت أبلغ في اتباع جنازتك، سيدي المك حافظ القرآن، جعل الرسول صلى الله عليه وسلم شفيعك، والكوثر وردك.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
السبت مايو 08, 2021 12:34 am من طرف Wadkamal
» اليقين والتوكل علي الله
السبت أكتوبر 03, 2015 11:32 pm من طرف Wadkamal
» شركة تشطيبات فى المهندسين (شركة تراست جروب للتشطيبات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:28 pm من طرف MARINAADEL
» شركة تصميم ديكورات (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات)
الأحد أبريل 19, 2015 11:24 pm من طرف MARINAADEL
» افضل شركة تشطيب (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:19 pm من طرف MARINAADEL
» صور ديكورات(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات 37623103 )
الأحد أبريل 19, 2015 11:14 pm من طرف MARINAADEL
» شركات الديكور فى مصر(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 10:49 pm من طرف MARINAADEL
» وتتوالى نجاحات المكملات الغذائيـــة لمراكـــز الهاشـــمى للا
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:38 am من طرف سراب
» البعرف ده ليه جائزة
الإثنين يناير 20, 2014 12:51 am من طرف Wadkamal
» ملف صوتي - مرثية هاشم - إلقاء معز عوض
السبت يناير 11, 2014 4:18 am من طرف wad_algmair
» قلوب لاتعرف النسيان
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:18 pm من طرف بت ملوك النيل
» التوافق بين العقل والقلب
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:16 pm من طرف بت ملوك النيل
» فضل صيام يوم عاشوراء ( العاشر من محرم)
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:48 pm من طرف بت ملوك النيل
» أي العبارات التالية تؤلمك
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:45 pm من طرف بت ملوك النيل
» رســـــالة إلى عاق الـــوالـــديــن
الأربعاء أكتوبر 23, 2013 9:16 pm من طرف بت ملوك النيل