الرئيسية
(من دار المسنات حسره وآهات )
هل يتخلى ولدعن امه
لماذا نتخلى عنها وهي في أحلك الظروف بعد أن ظلت تعطينا بدون مقابل..؟!
وإذا قدر لك أن تزور دار المسنات سيتبادر إلى ذهنك السؤال: هل يمكن أن يتخلى ولد عن والدته.؟!
داخل هذه الدار وجدنا الحاجة فاطمة، وهي سيدة من سيدات مدينة الرهد، سألناها عن سبب حضورها إلى دار المسنات.؟!
فقالت بعد أن أخذت نفساً عميقاً: يا بنتي أنا حكايتي حكاية أنا (مت وحييت)، صمتت ثم قالت: أنا من الرهد تزوجت قبل ثلاثين سنة وحضرت إلى أمدرمان مع زوجي وكنا نسكن منطقة دار السلام، توفي زوجي وترك لي بيت، ولم نرزق بأولاد، تبنيت ولداً من دار الرعاية، وربيته وزوجته صمتت طويلاً والعبرة سدت حلقها: بعد داك الوالد باع البيت وفات خلاني، لو كان عندي بنت ما كانت حصل لي هذا. واصلت حديثها بمنتهى المرارة: بعد هذا بقيت عيانة ووالدي باع البيت وقعدت مع جيراني بجلطة دماغية في يوم من الأيام غبت عن الوعي تماماً لمدة ست ساعات ونبض القلب كان ضعيف جداً، وفي أثناء الغيبوبة أعتقد اهل الحي بانني توفيت وعندما شرعوا في غسل جنازتي ولأني ميتة شعري كان ممشط النساء قالت لازم يفكوه وبدأن في ذلك بالموس إلا أن الموس جرحتني جرح عميق ترتب عليه إيقاف الغسل وإخطار أمام المسجد ولما حضر قال للنساء أغسلوها حتى يتوقف سيلان الدم إلا أنني بدأت أتحرك، في هذه اللحظة أصابت النساء حالة من الذعر والخوف وبدأن في الصراخ بصورة هستيرية، إزعجت الحضور بين مصدق ومكذب واحد قال بيجيب لي شيخ يقرأ لي واحدين قالوا يودوها الطبيب نعرف الحاصل شنو، بعد ذلك ذهبوا بي إلى الطبيب فاخبرهم بانها كانت مصابة بسكتة دماغية نتيجة إرتفاع الضغط.
الطبيب قام بعلاج الجرح ورجعت للمنزل وعملت نساء الحي بالكرامة ورجعنا وسوينا كرامة وخلاص.
أما عن وجودي في دار المسنات فأنا حضرت عن طريق رابطة أصدقاء المعوقين لأني مصابة في رجلي اليسرى وحركتي بطيئة جداً، جابوني هنا وهم كانوا بيجيبوا لي الدواء والعلاج ما قصرو فيني.
أحسن من ولدي الربيتو وتعبت فيهو ساكت، واتصلت على ناس قلت ليهم اتصلوا عليه يجي يشوفني بس ما عاوزة منو حاجة. قال ليهم انا امي ماتت زمان ما عندي أم.
واثناء تواجدنا معها اتى ابن اختها وكان موقف جد مؤلم ترتجف له القلوب المتحجرة إلا أنه رفض الادلاء باي تصريح لنا عند وصوله وأخذها وذهب.
أما الخالة مريم فقد رحبت بنا ترحيباً حاراً وكأنها كانت تترقب زيارتنا فهي زولة تحب الحياة والناس رغم وجودها بدار المسنات إلا انها تشع حيوية ونشاطاً وتمتاز بحلاوة الروح وقالت مازحة: اها انت موظفة جديدة ولا شنو.؟!
بعد ذلك سردت قصتها قائلة:
أنا والله عدم الأولاد الجابني إلى هنا وعدم (الجنى)، يا بنتي حار على الأقل يكون عندك وجيع.
صمتت طويلاً ثم تنفست الصعداء قبل ان تقول لو عندي اولاد ما كانوا بيحضروني إلى هنا، الحمد لله على كل حال، تنفست برهة ثم واصلت حديثها قائلة: انا اصلاً من شرق السودان وكنت شغالة قابلة وكنت مبسوطة وعندي كذلك منزل وأولاد الشرق ديل كلهم وضعت أمهاتهم يعني كلهم أولادي شفتي كيف.؟!
لكن بعد وفاة والدتي إخواني أولاد ابوي عملوا معاي مشاكل ثم بعد ذلك ذهبت وأقمت مع جيراني فترة طويلة والبنت التي كنت أقيم معها تزوجت ورحلت إلى بيت زوجها ولكن لصغر منزل زوجها طلبت منها ان تحضرني إلى هنا بعد ان وافقت بعت المنزل سبب المشكلة بين اخواني وبيني وحضرت إلى هنا.
خلاص جيت هنا والحمد لله متواجدة هنا ما في مشكلة والقائمات على أمرنا طيبات جداً معنا.
الحالة الصحية داخل الدار
صحة البيئة داخل الدار متدنية جداً حيث ان مياه الصرف الصحي تغطي سطح المكان والممرات مروراً بالمطبخ ثم الممرات الداخلية حتى الشارع العام، وكذلك إنبعاث الرائحة الكريهة والمزعجة جداً ويرجع ذلك إلى انسداد المصرف الفرعي الذي يأتي من دار الشباب ودار الشابات ودار المسنين وكلها تصب هنا في دار المسنات.
وقبل ان نغادر الدار إلتقينا الأستاذة علياء محمد الباحثة الاجتماعية بالدار:
فقالت: تدني صحة البيئة هذا يرجع إلى انسداد المصارف الرئيسية والإستعمال الخطأ للحمامات مما يعوق حركة إنسياب المياه داخل السبتك تنك، وبذلك يحدث الإنفجار، كذلك لا توجد لدينا وحدة مختبر طبي لفحص السكري إذا اننا نضطر إلى حمل الامهات إلى خارج الدار لنجري لهن فحص السكري.
وإذا قدر لك أن تزور دار المسنات سيتبادر إلى ذهنك السؤال: هل يمكن أن يتخلى ولد عن والدته.؟!
داخل هذه الدار وجدنا الحاجة فاطمة، وهي سيدة من سيدات مدينة الرهد، سألناها عن سبب حضورها إلى دار المسنات.؟!
فقالت بعد أن أخذت نفساً عميقاً: يا بنتي أنا حكايتي حكاية أنا (مت وحييت)، صمتت ثم قالت: أنا من الرهد تزوجت قبل ثلاثين سنة وحضرت إلى أمدرمان مع زوجي وكنا نسكن منطقة دار السلام، توفي زوجي وترك لي بيت، ولم نرزق بأولاد، تبنيت ولداً من دار الرعاية، وربيته وزوجته صمتت طويلاً والعبرة سدت حلقها: بعد داك الوالد باع البيت وفات خلاني، لو كان عندي بنت ما كانت حصل لي هذا. واصلت حديثها بمنتهى المرارة: بعد هذا بقيت عيانة ووالدي باع البيت وقعدت مع جيراني بجلطة دماغية في يوم من الأيام غبت عن الوعي تماماً لمدة ست ساعات ونبض القلب كان ضعيف جداً، وفي أثناء الغيبوبة أعتقد اهل الحي بانني توفيت وعندما شرعوا في غسل جنازتي ولأني ميتة شعري كان ممشط النساء قالت لازم يفكوه وبدأن في ذلك بالموس إلا أن الموس جرحتني جرح عميق ترتب عليه إيقاف الغسل وإخطار أمام المسجد ولما حضر قال للنساء أغسلوها حتى يتوقف سيلان الدم إلا أنني بدأت أتحرك، في هذه اللحظة أصابت النساء حالة من الذعر والخوف وبدأن في الصراخ بصورة هستيرية، إزعجت الحضور بين مصدق ومكذب واحد قال بيجيب لي شيخ يقرأ لي واحدين قالوا يودوها الطبيب نعرف الحاصل شنو، بعد ذلك ذهبوا بي إلى الطبيب فاخبرهم بانها كانت مصابة بسكتة دماغية نتيجة إرتفاع الضغط.
الطبيب قام بعلاج الجرح ورجعت للمنزل وعملت نساء الحي بالكرامة ورجعنا وسوينا كرامة وخلاص.
أما عن وجودي في دار المسنات فأنا حضرت عن طريق رابطة أصدقاء المعوقين لأني مصابة في رجلي اليسرى وحركتي بطيئة جداً، جابوني هنا وهم كانوا بيجيبوا لي الدواء والعلاج ما قصرو فيني.
أحسن من ولدي الربيتو وتعبت فيهو ساكت، واتصلت على ناس قلت ليهم اتصلوا عليه يجي يشوفني بس ما عاوزة منو حاجة. قال ليهم انا امي ماتت زمان ما عندي أم.
واثناء تواجدنا معها اتى ابن اختها وكان موقف جد مؤلم ترتجف له القلوب المتحجرة إلا أنه رفض الادلاء باي تصريح لنا عند وصوله وأخذها وذهب.
أما الخالة مريم فقد رحبت بنا ترحيباً حاراً وكأنها كانت تترقب زيارتنا فهي زولة تحب الحياة والناس رغم وجودها بدار المسنات إلا انها تشع حيوية ونشاطاً وتمتاز بحلاوة الروح وقالت مازحة: اها انت موظفة جديدة ولا شنو.؟!
بعد ذلك سردت قصتها قائلة:
أنا والله عدم الأولاد الجابني إلى هنا وعدم (الجنى)، يا بنتي حار على الأقل يكون عندك وجيع.
صمتت طويلاً ثم تنفست الصعداء قبل ان تقول لو عندي اولاد ما كانوا بيحضروني إلى هنا، الحمد لله على كل حال، تنفست برهة ثم واصلت حديثها قائلة: انا اصلاً من شرق السودان وكنت شغالة قابلة وكنت مبسوطة وعندي كذلك منزل وأولاد الشرق ديل كلهم وضعت أمهاتهم يعني كلهم أولادي شفتي كيف.؟!
لكن بعد وفاة والدتي إخواني أولاد ابوي عملوا معاي مشاكل ثم بعد ذلك ذهبت وأقمت مع جيراني فترة طويلة والبنت التي كنت أقيم معها تزوجت ورحلت إلى بيت زوجها ولكن لصغر منزل زوجها طلبت منها ان تحضرني إلى هنا بعد ان وافقت بعت المنزل سبب المشكلة بين اخواني وبيني وحضرت إلى هنا.
خلاص جيت هنا والحمد لله متواجدة هنا ما في مشكلة والقائمات على أمرنا طيبات جداً معنا.
الحالة الصحية داخل الدار
صحة البيئة داخل الدار متدنية جداً حيث ان مياه الصرف الصحي تغطي سطح المكان والممرات مروراً بالمطبخ ثم الممرات الداخلية حتى الشارع العام، وكذلك إنبعاث الرائحة الكريهة والمزعجة جداً ويرجع ذلك إلى انسداد المصرف الفرعي الذي يأتي من دار الشباب ودار الشابات ودار المسنين وكلها تصب هنا في دار المسنات.
وقبل ان نغادر الدار إلتقينا الأستاذة علياء محمد الباحثة الاجتماعية بالدار:
فقالت: تدني صحة البيئة هذا يرجع إلى انسداد المصارف الرئيسية والإستعمال الخطأ للحمامات مما يعوق حركة إنسياب المياه داخل السبتك تنك، وبذلك يحدث الإنفجار، كذلك لا توجد لدينا وحدة مختبر طبي لفحص السكري إذا اننا نضطر إلى حمل الامهات إلى خارج الدار لنجري لهن فحص السكري.
» اليقين والتوكل علي الله
» شركة تشطيبات فى المهندسين (شركة تراست جروب للتشطيبات )
» شركة تصميم ديكورات (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات)
» افضل شركة تشطيب (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
» صور ديكورات(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات 37623103 )
» شركات الديكور فى مصر(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
» وتتوالى نجاحات المكملات الغذائيـــة لمراكـــز الهاشـــمى للا
» البعرف ده ليه جائزة
» ملف صوتي - مرثية هاشم - إلقاء معز عوض
» قلوب لاتعرف النسيان
» التوافق بين العقل والقلب
» فضل صيام يوم عاشوراء ( العاشر من محرم)
» أي العبارات التالية تؤلمك
» رســـــالة إلى عاق الـــوالـــديــن