الإمام الصادق المهدي: سيرة ذاتية
آخر تاريخ للمراجعة: 2يوليو 2009م
الاسم: الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي.
مكان وتاريخ الميلاد: العباسية بأم درمان في يوم الخميس 25 ديسمبر 1935م الموافق 1 شوال 1354هـ.
والده: السيد الصديق عبد الرحمن المهدي (1911-1961)، خريج كلية غردون التذكارية قسم الهندسة، تقلد إمامة الأنصار إثر وفاة والده الإمام عبد الرحمن في مارس 1959. قاد معارضة نظام الفريق إبراهيم عبود والكفاح لاسترجاع الديمقراطية حتى وفاته دونها في 2 أكتوبر 1961م.
والدته: السيدة رحمة عبد الله جاد الله (1909-1985)، متفقهة في التراث الديني، كانت من رائدات النهضة النسوية بالسودان، وقد أنشأت مع أخريات أول جمعية نسوية وهي جمعية نهضة المرأة. توفيت في 31 ديسمبر 1985م.
مراحل التعليم:
· الخلوة بالعباسية - أم درمان في الطفولة الباكرة على يد الفكي أحمد العجب، ثم في الجزيرة أبا على يد الفكي علي السيوري.
· الكتّاب في الجزيرة أبا.
· الابتدائي - مدرسة الأحفاد في أم درمان.
· الثانوي: بدأه في مدرسة كمبوني (الخرطوم) - وواصله في كلية فكتوريا (الإسكندرية 48-1950)، حيث ترك الكلية هاجرا التعليم النظامي، رافضا لعدة مظاهر بالكلية تسلخ الطلاب عن هوياتهم العربية والإسلامية. ورجع لبلاده ملازما للشيخ الطيب السراج لينهل من علوم الفصحى وآدابها.
· العودة للتعليم النظامي: في 1952م اقتنع بالرجوع للتعليم النظامي بتشجيع من أستاذ مصري قابله في كلية الخرطوم الجامعية اسمه ثابت جرجس. جلس لامتحانات شهادة أكسفورد الثانوية من المنزل والتحق بكلية العلوم في كلية الخرطوم الجامعية (لاحقا جامعة الخرطوم) كمستمع-على وعد بأن يواصل معهم لو نجح في امتحان آخر السنة.لاحقا أخبره عميد الكلية باستحالة ذلك وساعده في إيجاد قبول للالتحاق بكلية سانت جون ( القديس يوحنا) بأكسفورد ليدرس الزراعة، بشرط نجاحه في امتحان الدخول للجامعة.
· الدراسة في كلية الخرطوم الجامعية
· التحق الصادق بطلبة السنة الأولى لكلية العلوم في الفصل الأخير من العام حيث دخل الجامعة في يوليو 1952م وكان العام الدراسي ينتهي في ديسمبر. وكان يحضر المحاضرات صباحا، ويواصل تلقي دروس العربية من الشيخ الطيب السراج عصرا، ثم يدرس مساء للحاق ما فاته والتحضر لامتحان السنة النهائية.
· النشاط السياسي في كلية الخرطوم الجامعية:
· لقد انفتح ذهن الصادق المهدي للسياسة في الجامعة فقد دخلها في مرحلة احتد فيها الصراع الفكري بين اتجاهين: إسلامي وشيوعي. واحتد فيها كما احتد في السودان عامة نزاع بين تيارين سياسيين: أيستقل السودان أم يتحد مع مصر؟. ولم يكن في الجامعة في ذلك الوقت تنظيم لأمثاله من حزب الأمة والأنصار كما هو الحال اليوم وكانوا في نطاق الجامعة يعانون يتما فكريا وسياسيا. كان معه عمر نور الدائم ومهلب عبد الرحمن على طه، وكمال الدين عباس وهو من الطلبة القلائل من غير أبناء الأنصار الذين أيدوا حزب الأمة في وقت كانت الدعاية المصرية قد افترت على حزب الأمة افتراءات لصقت به وصدت عنه غالبية المثقفين السودانيين. لم يجد أولئك فئة طلابية ينتمون إليها ولكن بحكم التوجه الإسلامي قامت صداقات بينهم وبين بعض الطلبة الحركيين أمثال مدثر عبد الرحيم وحسن الترابي. وبينما كان في جامعة الخرطوم انشق من الإخوان المسلمين جماعة سميت الجماعة الإسلامية بقيادة بابكر كرار رحمه الله. وكان اتجاه هؤلاء قريبا جدا منهم لأنهم إسلاميون فكريا واستقلاليون سياسيا، ورغم التعاطف لم تقم بينهم علاقة تنظيمية بل قامت صداقة فكرية سياسية مع قادة التنظيم الجديد وهم: بابكر كرار، ميرغني النصري، عبد الله محمد أحمد، عبد الله زكريا. كان هؤلاء مؤسسون للحركة الإسلامية في الوسط الطلابي ولكن عندما وقع الانشقاق انحاز إليهم عدد قليل من القاعدة الطلابية.
· الدراسة في كلية القديس يوحنا بجامعة أوكسفرد (1954- 1957م):
· امتحن الصادق المهدي لكلية القديس يوحنا عام 1953م وقبل لدراسة الزراعة ولكنه لم يدرسها، بل ذهب لأكسفورد في عام 1954م وقرر دراسة الاقتصاد، والسياسة، والفلسفة، في أكسفورد على أن يدرس الزراعة بعد ذلك في كاليفورنيا.
· وفق في نيل شهادة جامعية بدرجة الشرف في الاقتصاد والسياسة والفلسفة.. ونال تلقائيا درجة الماجستير بعد عامين من تاريخ تخرجه. حسب النظام المعمول به في جامعة أكسفورد.
· إبان دراسته بأكسفورد شارك في عدد من الألعاب الرياضية ووصل في التنس درجة تمثيل كليته في التنافس بين الكليات ولعب كرة القدم والكريكت والقفز العالي مرات قليلة.
النشاط السياسي في بريطانيا
عندما وصل الصادق المهدي إلى إنجلترا وجد أن المبعوثين السودانيين وغالبيتهم من موظفي الحكومة أو من خريجي الجامعة المبعوثين للتخصص وجدهم يقومون بنشاط اجتماعي وثقافي وسياسي كبير يقوده اتحاد الطلبة السودانيين المبعوثين للمملكة المتحدة وأيرلندا، ووجد فيه استعدادا قوميا للتعاون بين كل الأطراف حتى أن انتخابات الاتحاد لعام 1955م أتت بلجنة من اليمين واليسار والوسط لجنة فيها طه بعشر، والصادق المهدي، وحسن الترابي، ومكاوي خوجلي، ومرتضى أحمد إبراهيم، ومحمد سعيد القدال وآخرين. وبدا له أن الناخبين صوتوا بموضوعية ونظرة قومية للمرشحين الآخرين، وانتخبت اللجنة طه بعشر رئيسا واندفعت في نشاط ثقافي هائل وأعدت معرضا سودانيا ناجحا واستطاعت أن تلعب دورا هاما في حركة تحول المثقفين السودانيين في اتجاه تأييد استقلال السودان فأبرقت الحكومة السودانية مطالبة بإعلان الاستقلال. وأقامت حفل استقبال كبير للسيد إسماعيل الأزهري رئيس الوزراء حينها أثناء زيارته لبريطانيا وطالبته صراحة باسم المبعوثين السودانيين جميعا بتأييد الاستقلال.. لقد كان لفترة نشاطه في لجنة اتحاد الطلبة السودانيين بإنجلترا أهمية خاصة في حياته السياسية لأنها أقنعته عمليا بجدوى التوجه القومي في السياسة السودانية وغرست في نفسه منذ ذلك الحين فكرة المصالحة الوطنية في مسار السياسة السودانية.
النشاط السياسي في أوكسفرد:
إن النشاط السياسي والفكري في جامعة أكسفورد يتيح للطالب فرصا كبيرة فأعلام المفكرين وأعلام الساسة العالميين يمرون بأكسفورد يحاضرون ويناظرون ويجيبون على الأسئلة. والحرية الفكرية والسياسية تفتح الذهن لكل التيارات وتتيح للشخص فرصا للإطلاع على الفكر الحديث والإعلام بالتيارات السياسية.
انضم الصادق إلى اتحاد طلاب جامعة أكسفورد. وقد اشترك في بعض مناظرات الاتحاد ولكن اتضح له أنه نشاط لا يناسبه، فانضم إلى الجمعية العربية- والنادي الاشتراكي، وجمعية آسيا وأفريقيا وجزر الهند الغربية؛ ركز نشاطه فيها.
أما الجمعية العربية فقد كانت تضم الطلبة العرب وكانوا جماعة متعاونة وصار تقليد الجمعية أن يختار سودانيا لرئاستها فكان عمه يحي المهدي رحمه الله رئيسها قبل دخوله الجامعة وصادف أن اختير معه صلاح الصرفي ( من مصر) أمينا عاما للجمعية. لقد حافظ الطلبة العرب على تقليد إسناد الرئاسة للسودانيين وكانوا يشيدون باعتدال مزاجهم.
النادي الاشتراكي تنظيم فكره يسار حزب العمال البريطاني ووقع اختياره رئيسا له وكان نشاطهم منصبا على مخاطبة الإنجليز وغيرهم للوقوف إلى جانب قضايا تحرير الشعوب المستعمرة. وكان الحزب يجد تأييدا من بعض العناصر العمالية وكانوا يتعاونون مع مرشحي حزب العمال البريطاني في الانتخابات العامة ومع مرشحيه في الانتخابات المحلية.
أما جمعية آسيا وأفريقيا وجزر الهند الغربية فقد كانت تمثل بداية الشعور الذي نما حتى صار اليوم يمثل كتلة الجنوب الفقير الذي فاته الشمال الغني في توفير أسباب الحياة. اختاره هذا النادي رئيسا واختار ستيوارت هول أمينا عاما وكانت سياستهم أن يدعوا الساسة البريطانيين المعروفين بتأييدهم لقضايا التحرر في العالم الثالث لإلقاء المحاضرات. وكانوا ينتهزون فرصة زيارة قادة العالم الثالث لبريطانيا ليدعوهم لعقد ندوات ومحاضرات لتنوير طلبة أكسفورد بمشاكل بلدانهم.
وكان عدد الطلبة المسلمين في أكسفورد قليلا وكانوا يفتقدون منبرا إسلاميا لجمع كلمتهم وتنظيم نشاطهم الإسلامي ففكر وجماعة من زملائه الباكستانيين أمثال قيصر مرشد وكمال حسين والإنجليزي المسلم ربرت بلك وغيرهم؛ فكروا أن يعثروا على صيغة تنظم نشاط المسلمين، وبدأوا بالإفطار في رمضان مع بعضهم وبالاجتماع لصلاة العيد في قاعة أحد المطاعم الهندية. وفي عام 1956م قاموا بتكوين جمعية الاتحاد الإسلامي فرفعوا راية الإسلام لأول مرة في أكسفورد واستمر اتحادهم نشطا حتى تخرجوا ثم مات بعدهم، إلى أن تم إحياؤه بعد ذلك بسنوات.
الحياة العملية :
· عمل موظفا بوزارة المالية في 1957م. في نوفمبر 1958 استقال عن الوظيفة لأن انقلاب 17 نوفمبر كان بداية لعهد يرفضه.
· عمل بعد ذلك مديرا للقسم الزراعي بدائرة المهدي، وعضوا بمجلس الإدارة
· كان رئيسا لاتحاد منتجي القطن بالسودان.
· انخرط في صفوف المعارضة وبعد ذلك دخل المعترك السياسي الذي جعل همه لخدمة قضية الديمقراطية والتنمية والتأصيل الإسلامي في السودان.
المناصب القيادية التي تقلدها:
· رئيس الجبهة القومية المتحدة في الفترة من 1961- 1964م.
· انتخب رئيسا لحزب الأمة نوفمبر 1964م.
· انتخب رئيسا لوزراء السودان في الفترة من 25 يوليو 1966- مايو 1967م.
· رئيس للجبهة الوطنية في الفترة من 1972- 1977م.
· انتخب رئيسا لحزب الأمة القومي مارس 6198م.
· انتخب رئيسا لوزراء السودان في الفترة من أبريل 1986- وحتى انقلاب 30 يونيو 1989م.
المناصب التي يتقلدها حاليا:
· رئيس مجلس إدارة شركة الصديقية
· رئيس حزب الأمة القومي المنتخب في فبراير 2009مم.
· إمام الأنصار المنتخب في ديسمبر 2002م.
· عضو مؤسس ورئيس المنتدى العالمي للوسطية في ديسمبر 2007م.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]· عضو اللجنة التنفيذية لنادي مدريد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] · رئيس مجلس الحكماء العربي للحلف العربي لفض المنازعات.www.mangazine.hulf.rog
الجمعيات والروابط: عديدة منها:
· عضو في المجلس العربي للمياه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وعضو بمجلس أمنائه
· عضو بالمجموعة الاستشارية العليا الخاصة بمجموعة العمل الدولية للدبلوماسية الوقائية.
· عضو في المؤتمر القومي الإسلامي، بيروت.
· عضو سابق في المجلس الإسلامي الأوربي، لندن
· عضو مجلس أمناء مؤسسة آل البيت:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] · عضو سابق في جماعة الفكر والثقافة الإسلامية، الخرطوم.
· عضو مؤسس بشبكة الديمقراطيين العرب.
· عضو مؤسسة ياسر عرفات
· عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] العمل والنضال السياسي
كان أول بروز للصادق المهدي في ساحات العمل السياسي السوداني في معارضة نظام عبود ، وفي أكتوبر 1961 توفي والده الإمام الصديق الذي كان رئيسا للجبهة القومية المتحدة لمعارضة نظام عبود القهري. وقد شارك بفعالية في معارضة نظام عبود واتصل بنشاط الطلبة المعارض، كما كان من أوائل المنادين بضرورة الحل السياسي لمسألة الجنوب، حيث أصدر كتابه "مسألة جنوب السودان" في إبريل 1964م، ونادى فيه بالأفكار التي كانت أساس الإجماع الوطني لاحقا من أن مشكلة الجنوب لا يمكن أن تحل عسكريا.
وحينما قامت أحداث 21 أكتوبر 1964م اتجه منذ البداية لاعتبارها نقطة انطلاق لتغيير الأوضاع وسار في الموضوع على النحو الذي أوضحه في البيان الذي نشره بعنوان (رسالة إلى المواطن السوداني) وقد نجحت مساعيه في توحيد جميع الاتجاهات السياسية في السودان وفي جمعها خلف قيادة الأنصار في بيت المهدي وفي جعل بيت المهدي (أي القبة والمسجد الرابع الشهير بمسجد الخليفة) مركز قيادة التحول الجديد. حدث هذا رغم وجود اتجاهات وسط بعض كبار بيت المهدي وكيان الأنصار كانت ترى التريث والابتعاد عن الثورة ولكن اتجاه المشاركة كان غالباً فجرّ الجميع في اتجاهه حتى انتصر وتم القضاء على الحكم العسكري وقامت الحكومة الانتقالية القومية وقد قاد موكب التشييع وأم المصلين في جنازة الشهيد القرشي، وكان ذلك هو الموكب الذي فجر الشرارة التي أطاحت بالنظام. كما كتب مسودة ميثاق أكتوبر 1964م الذي أجمعت عليه القوى السياسية.
الديمقراطية الثانية (64- 1969م):
انتخب رئيسا لحزب الأمة في نوفمبر 1964م، وقاد حملة لتطوير العمل السياسي والشعار الإسلامي وإصلاح الحزب في اتجاه الشورى والديمقراطية وتوسيع القاعدة، استغلها البعض لإذكاء الخلاف بينه وبين الإمام الهادي المهدي مما أدى لانشقاق في حزب الأمة وصار رئيسا للوزراء عن حزب الأمة في حكومة ائتلافية مع الحزب الوطني الاتحادي في 25 يوليو 1966م- خلفا للسيد محمد أحمد محجوب الذي كان رئيسا للوزراء عن حزب الأمة والذي قاد جزءا من عضوية حزب الأمة بالبرلمان للمعارضة. قامت الحكومة الجديدة بإجراءات فاعلة في محاصرة الفساد وتحقيق العديد من الإنجازات وأهمها: السعي بجدية لكتابة الدستور الدائم وفي حل قضية الجنوب وعقد مؤتمر جميع الأحزاب لذلك الغرض، وكذلك إجراء الانتخابات التكميلية في الجنوب في مارس 1967م، الإنجازات الاقتصادية المتمثلة في ضبط الميزانية وإنهاء التدهور المالي، ولكن كثرة المنجزات في فترة قصيرة أثارت ضدها غيرة سياسية من المنافين فتكون ضدها ائتلاف ثلاثي بين الجناح المنشق من حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي فأسقطها في مايو 1967م.
خاض حزب الأمة انتخابات 1968م منشقا ثم التأم مرة أخرى في 1969م، ولكنه لم يستفد من قوته الجديدة بسبب انقلاب 25 مايو 1969م الذي قوض الشرعية الدستورية.
الديكتاتورية الثانية (69-1985م):
· حينما وقع الانقلاب توجه الصادق المهدي للجزيرة أبا حيث كان هنالك إمام الأنصار عمه الهادي المهدي. أرسل قادة الانقلاب بطلبه للتفاوض وأعطوا الإمام الهادي عهدا بألا يمس بسوء، ثم غدروا بالعهد حيث لم يجر تفاوض بل اعتقل ثم تعرض لمحاولة اغتيال. أبعد السيد الصادق عن الكيان واعتقل في 5 يونيو 1969 في مدينة جبيت بشرق السودان ثم حول لسجن بور تسودان ثم اعتقل بمدينة شندي، ثم نفي إلى مصر ووضع تحت الإقامة الجبرية، ثم أرجع لسجن بور تسودان معتقلا حتى مايو 1973م. وفي أثناء ذلك قام النظام الجديد الذي حمل رايات اليسار الشيوعي، بالتنكيل بالأنصار مما أدى لمجزرة الجزيرة أبا وحوادث ودنوباوي قصفت الجزيرة أبا بالطائرات عصر الجمعة 27 مارس 1970، واستمر القصف حتى الثلاثاء..وحواداث ودنوباوي يوم الأحد 29 مارس 1970، ثم حوادث الكرمك التي استشهد فيها إمام الأنصار ورفيقيه.
· أطلق سراحه لعدة أشهر ثم اعتقل بعد انتفاضة شعبان 1393هـ/ سبتمبر 1973م والتي تجاوب معها الشارع وهزت النظام ولكنها لم تلق أي تجاوب عسكري كما استعجل في خطواتها بعض السياسيين، عاد الصادق بعدها نزيلا بسجن بور تسودان (من ديسمبر 1973- حتى مايو 1974م) وكتب خلال هذه الفترة: "يسألونك عن المهدية"، وفي السجن تعرض لوعكة صحية وأوصى الطبيب الدكتور أحمد عبد العزيز بسفره للخارج للعلاج، وقد كان.
· في 1974 سافر إلى خارج البلاد حيث بدأ جولة في العواصم العربية والغربية والأفريقية كتب خلالها "أحاديث الغربة" وألقى العديد من المحاضرات في جامعات درهام ومانشستر وأكسفورد ببريطانيا وجامعة كادونا بنيجريا، داعيا للحل الإسلامي ومبشرا بالصحوة الإسلامية وعطائها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
· تكونت الجبهة الوطنية الديمقراطية المعارضة لمايو بقيادته في المهجر (شملت حزب الأمة، والحزب الاتحادي والأخوان المسلمين). قامت الجبهة بمحاولة تحرير السودان من الاستعمار الداخلي عبر الانتفاضة المسلحة في يوليو 1976م التي فشلت في إسقاط نظام مايو، ولكنها أقنعت النظام بجدوى وقوة المعارضة وأدى ذلك متضافرا مع عوامل أخرى للمصالحة الوطنية -الاتفاق السياسي بين مايو والجبهة الوطنية في 1977، الذي تعين وفقا له على النظام إجراء إصلاحات ديمقراطية أساسية.
· عاد السيد الصادق المهدي للسودان في 1977م ولكن ما لبث أن تبيّن له الخداع المايوي في ضمان الديمقراطية والإصلاح السياسي، فاعتبر أن المصالحة قد فشلت ولكنه آثر البقاء في السودان لمعارضة النظام المايوي من الداخل.
· في 8 سبتمبر 1983م أعلن النظام المايوي ما أسماه الثورة التشريعية، التي اعتبرها السيد الصادق المهدي أكبر تشويه للشرع الإسلامي، وعقبة في سبيل البعث الإسلامي في العصر الحديث، وجاهر بمعارضتها في خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1403هـ الموافق 18 سبتمبر 1983م، فاعتقله النظام المايوي (في 25 سبتمبر 1983م) وحاول الكيد له ومحاكمته بحجة معارضة الشريعة وقد كانت الشريعة من تلك القوانين براء (لاحقا وحينما صار رئيسا للوزراء حرص الإمام الصادق المهدي على تقييم تجربة نميري بآراء فقهية مختلفة واستقدم لجنة من العلماء من مختلف بلدان العالم الإسلامي ومذاهبه أفتت بأن تلك القوانين معيبة في جوهرها وفي تطبيقها). في تلك الفترة من الاعتقال كتب: "العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاجتماعي الإسلامي"، أطلق سراحه في ديسمبر 1984م. فخرج يقود المعارضة للنظام من الداخل ويتناغم مع الغضبة الشعبية التي أثمرت ثورة رجب/إبريل 1985م.
الديمقراطية الثالثة (85-1989م):
قامت سنة انتقالية جرت بعدها انتخابات عامة ( إبريل 1986م) حصل حزب الأمة فيها على الأكثرية، وانتخب السيد الصادق رئيسا للوزراء. تعاقبت عدة حكومات أو ائتلافات -تفاصيلها مسجلة في كتابه: الديمقراطية في السودان راجحة وعائدة- حتى قام انقلاب 30 يونيو 1989م. وكان من أهم ما قام به في تلك الفترة السعي للتجميع الوطني لحل القضايا الأساسية قوميا، والسعي للتأصيل الإسلامي عبر الإجماع الشعبي وبالوسائل الدستورية.
الديكتاتورية الثالثة (1989م- ):
· اعتقل الصادق المهدي في 7/7/1989م وقد كان بصدد تقديم مذكرة لقادة الانقلاب وجدت معه. حبس في سجن كوبر حتى ديسمبر 1990. في 1 أكتوبر 1989م تعرض للتصفية الصورية والتهديد فكتب شهادته عن فترة حكمه: كتابه عن "الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة". وفي أكتوبر 1989م وقع مع قادة القوى السياسية الموجودين داخل السجن "الميثاق الوطني".
· في ديسمبر 1990 حوّل للاعتقال التحفظي في منزل زوج عمته بالرياض (بروفسور الشيخ محجوب جعفر)، حيث سمح لأفراد أسرته بمرافقته. كتب خلال هذه الفترة : "تحديات التسعينيات" متعرضا فيه للوضع العالمي وتحديات العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، و"ضحكنا في ظروف حزينة".
· أطلق سراحه في 30 إبريل 1992 وكان تحت المراقبة اللصيقة من الأمن السوداني ومحدودية الحركة حيث لا يسمح له بمغادرة العاصمة. رفع راية الجهاد المدني ونصح الحكام من على المنابر، وأظهر تلاعبهم بالدين وبالشعار الإسلامي لصالح الكسب الدنيوي وتشويههم له، مما عرضه للتحقيقات المطولة والاعتقالات المتوالية في: 1993، يونيو 1994، واعتقال "المائة يوم ويوم" من مايو إلى سبتمبر 1995 الذي تعرض فيه للتنكيل وارتياد أماكن التعذيب التي أطلق عليها السودانيون "بيوت الأشباح". تعرض بعد ذلك لتهديدات السلطة واستئناف المتابعة الأمنية اللصيقة، أقنعه ذلك -علاوة على ما رآه من استخدام النظام له كرهينة- بضرورة الخروج فهاجر سرا في فجر الاثنين التاسع والعشرين من رجب 1417هـ الموافق 9 ديسمبر 1996 قاصدا إرتريا - سميت عملية الهجرة: تهتدون.
· التحق السيد الصادق بالمعارضة السودانية بالخارج، وبدأ أكبر حملة دبلوماسية وسياسية شهدتها تلك المعارضة منذ تكوينها.
· في أول مايو 1999م استجاب لوساطة السيد كامل الطيب إدريس للتفاوض مع النظام فتم لقاء جنيف بينه وبين الدكتور حسن الترابي.
· في 26 نوفمبر 1999م تم لقاء جيبوتي بينه وبين الرئيس البشير وعقد حزب الأمة اتفاق نداء الوطن مع النظام في الخرطوم، وذلك تحت رعاية الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر قيلي.
· في 23 نوفمبر 2000 عاد للبلاد في عملية أطلق عليها اسم "تفلحون"، وذلك للقيام بالتعبئة الشعبية والتنظيم الحزبي والتفاوض مع النظام والاستمرار في الاتصالات الدبلوماسية.
· عمل مع هيئة شئون الأنصار على نقل كيان الأنصار الديني نحو المؤسسية، فكان أن اكتمل بناء الهيئة المؤسسي بعقد المؤتمر الأول لهيئة شئون الأنصار في الفترة ما بين 19-21 ديسمبر 2002م وكان أول كيان ديني سوداني يقوم على الشورى والمؤسسية، وقد تم انتخابه إماما للأنصار في ذلك المؤتمر كما تم انتخاب الأمين العام لهيئة شئون الأنصار، ومجلس الشورى، ومجلس الحل والعقد.
· وفي الفترة ما بين 15-17 أبريل 2003م انعقد المؤتمر العام السادس لحزب الأمة حيث تمت إعادة انتخابه رئيسا للحزب.
· يقود الحملة الآن لتعديل اتفاقيات السلام السودانية الثنائية في نيفاشا بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي تم توقيعها في 9 يناير 2005م، واتفاقية أبوجا بين الحكومة وإحدى الفصائل المتمردة في دارفور والتي تم توقيعها في مايو 2006، واتفاقية أسمرا التي وقعتها الحكومة مع بعض ثوار الشرق في أكتوبر 2006م. وذلك بتحويلها إلى اتفاقيات قومية يجمع عليها السودانيون، وإصلاح الخاطئ فيها، وتوضيح ما غمض فيها من نقاط، وتوسيعها بإضافة القضايا الهامة التي أهملتها وذلك بإشراك جميع الفاعلين في المجتمع السوداني في منبر قومي جامع.
· في 25-26 ديسمبر 2005م نظمت اللجنة القومية للاحتفال بالعيد السبعيني للإمام الصادق المهدي مهرجانا احتفاليا وندوة لتقييم عطائه، وقد كانت علاوة على ردود الأفعال في الصحف وأجهزة الإعلام الأخرى مناسبة لإلقاء الضوء على عطائه وتكريمه من قبل أحبابه وأصدقائه والمهتمين عامة على مستوى قومي بل وتخطى الحدود.
· في العام 2006م اختاره معهد الدراسات الموضوعية بنيودلهي/ الهند واحدا من مائة قائد مسلم عظيم في القرن العشرين ضمن قائمة القادة والحكام.
· وفي 20 مايو 2008م وقع حزبه اتفاق التراضي الوطني مع أكبر حزب حاكم بحكومة الوحدة الوطنية (المؤتمر الوطني وهو الحزب الحاكم فعليا برغم تعدد الأحزاب بالحكومة) وكانت الاتفاقية تقتضي تحويلها قوميا عبر مؤتمر قومي جامع يبحث كافة قضايا البلاد وينهي خطة السلام بالتجزئة والعمل الثنائي عبر الإجماع القومي، ولكن صقور المؤتمر الوطني أفرغوا الاتفاقية من محتواها فعليا. وبالرغم من ذلك فإن جهوده لم تقف في الدعوة للحل القومي، والاتصال بالحركات المسلحة في دارفور للاتفاق على مبادئ للحل السياسي للحرب الدائرة هناك، والتخطيط للمخرج القومي من أزمة طلب المحكمة الجنائية الدولية لرأس الدولة في السودان.
· وما زال يواصل اتصالاته ومجهوداته الدءوبة لتحقيق شمول السلام وتأكيد التحول الديمقراطي في السودان والتي يطرح عبرها مشروع التأصيل الإسلامي المستنير. وهو يواصل العمل للتعبئة الشعبية والحوار مع النظام والقوى السياسية الأخرى، والبناء الحزبي، والاتصالات الدبلوماسية لخدمة القضية السودانية والقضية الإسلامية عبر الكتابات والاجتماعات واللقاءات الداخلية والرحلات الخارجية.
أسرته:
تزوج في 1960م من السيدة حفية مأمون الخليفة شريف، وفي 1963 من السيدة سارة الفاضل محمود عبد الكريم. أنجب منهما: أم سلمة (1961)، رندة (1963)، مريم (1965)، عبد الرحمن (1966)، زينب (1966)، رباح (1967)، صديق (1968)، طاهرة (1969)، محمد أحمد (1974) وبشرى (1978).
هواياته: الرياضية: تربية الخيول وركوبها، التنس والبولو. الأدب العربي والعالمي خاصة الشعر العربي.
السبت مايو 08, 2021 12:34 am من طرف Wadkamal
» اليقين والتوكل علي الله
السبت أكتوبر 03, 2015 11:32 pm من طرف Wadkamal
» شركة تشطيبات فى المهندسين (شركة تراست جروب للتشطيبات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:28 pm من طرف MARINAADEL
» شركة تصميم ديكورات (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات)
الأحد أبريل 19, 2015 11:24 pm من طرف MARINAADEL
» افضل شركة تشطيب (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 11:19 pm من طرف MARINAADEL
» صور ديكورات(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات 37623103 )
الأحد أبريل 19, 2015 11:14 pm من طرف MARINAADEL
» شركات الديكور فى مصر(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
الأحد أبريل 19, 2015 10:49 pm من طرف MARINAADEL
» وتتوالى نجاحات المكملات الغذائيـــة لمراكـــز الهاشـــمى للا
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:38 am من طرف سراب
» البعرف ده ليه جائزة
الإثنين يناير 20, 2014 12:51 am من طرف Wadkamal
» ملف صوتي - مرثية هاشم - إلقاء معز عوض
السبت يناير 11, 2014 4:18 am من طرف wad_algmair
» قلوب لاتعرف النسيان
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:18 pm من طرف بت ملوك النيل
» التوافق بين العقل والقلب
الأحد نوفمبر 10, 2013 11:16 pm من طرف بت ملوك النيل
» فضل صيام يوم عاشوراء ( العاشر من محرم)
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:48 pm من طرف بت ملوك النيل
» أي العبارات التالية تؤلمك
الأحد نوفمبر 10, 2013 10:45 pm من طرف بت ملوك النيل
» رســـــالة إلى عاق الـــوالـــديــن
الأربعاء أكتوبر 23, 2013 9:16 pm من طرف بت ملوك النيل