صلوعاب لسَانْ بـلهجْ حَبَابْ

وقِليبَهَا فاتحْ زَي بيوتهَا الفاتحَة بَابْ

صلوعاب بَلدْ كُلَّ الصِحابْ

جُوّاهَا مَا بتشوفْ غَريبْ

صلوعاب مِجافيَة الإغـتِرابْ

صلوعاب رحابْ القادِمِينْ

صلوعاب أمَانْ الخَائِفينْ



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صلوعاب لسَانْ بـلهجْ حَبَابْ

وقِليبَهَا فاتحْ زَي بيوتهَا الفاتحَة بَابْ

صلوعاب بَلدْ كُلَّ الصِحابْ

جُوّاهَا مَا بتشوفْ غَريبْ

صلوعاب مِجافيَة الإغـتِرابْ

صلوعاب رحابْ القادِمِينْ

صلوعاب أمَانْ الخَائِفينْ

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» اذكروهم بدعوة
حكايات سودانية Emptyالسبت مايو 08, 2021 12:34 am من طرف Wadkamal

» اليقين والتوكل علي الله
حكايات سودانية Emptyالسبت أكتوبر 03, 2015 11:32 pm من طرف Wadkamal

»  شركة تشطيبات فى المهندسين (شركة تراست جروب للتشطيبات )
حكايات سودانية Emptyالأحد أبريل 19, 2015 11:28 pm من طرف MARINAADEL

»  شركة تصميم ديكورات (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات)
حكايات سودانية Emptyالأحد أبريل 19, 2015 11:24 pm من طرف MARINAADEL

»  افضل شركة تشطيب (شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
حكايات سودانية Emptyالأحد أبريل 19, 2015 11:19 pm من طرف MARINAADEL

» صور ديكورات(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات 37623103 )
حكايات سودانية Emptyالأحد أبريل 19, 2015 11:14 pm من طرف MARINAADEL

»  شركات الديكور فى مصر(شركة تراست جروب للتشطيبات والديكورات )
حكايات سودانية Emptyالأحد أبريل 19, 2015 10:49 pm من طرف MARINAADEL

» وتتوالى نجاحات المكملات الغذائيـــة لمراكـــز الهاشـــمى للا
حكايات سودانية Emptyالأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:38 am من طرف سراب

»  البعرف ده ليه جائزة
حكايات سودانية Emptyالإثنين يناير 20, 2014 12:51 am من طرف Wadkamal

» ملف صوتي - مرثية هاشم - إلقاء معز عوض
حكايات سودانية Emptyالسبت يناير 11, 2014 4:18 am من طرف wad_algmair

» قلوب لاتعرف النسيان
حكايات سودانية Emptyالأحد نوفمبر 10, 2013 11:18 pm من طرف بت ملوك النيل

» التوافق بين العقل والقلب
حكايات سودانية Emptyالأحد نوفمبر 10, 2013 11:16 pm من طرف بت ملوك النيل

» فضل صيام يوم عاشوراء ( العاشر من محرم)
حكايات سودانية Emptyالأحد نوفمبر 10, 2013 10:48 pm من طرف بت ملوك النيل

» أي العبارات التالية تؤلمك
حكايات سودانية Emptyالأحد نوفمبر 10, 2013 10:45 pm من طرف بت ملوك النيل

» رســـــالة إلى عاق الـــوالـــديــن
حكايات سودانية Emptyالأربعاء أكتوبر 23, 2013 9:16 pm من طرف بت ملوك النيل

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع

لا يوجد مستخدم

    حكايات سودانية

    اسامة احمد
    اسامة احمد
    المدير العام
    المدير العام


    تاريخ التسجيل : 19/10/2006
    عدد الرسائل : 986

    حكايات سودانية Empty حكايات سودانية

    مُساهمة من طرف اسامة احمد الثلاثاء يوليو 03, 2007 5:25 am

    من حكايات الدينكا
    المحاكمة




    إفتقد رجل صديقا عزيزا لديه وهذا الصديق كان قد سافر بعيدا مع أقاربه ،فاشتاق الرجل إليه كثيرا فكان يفكر في كيف يلتقي بذلك الصديق :"آه أيها الصديق العزيز،لقد طالت غيبتك عنا ،فمتى نراك".
    مكث الرجل أيام وليالي وهو يفكر في حالة صديقة ذاك ،وفي نهاية الأمر قرر أن يلحق بصديقة
    فحمل زاده وحرابه وأتجه صوب الخلاء باحثا عنه أيام وليالي حتى عثر عليه فتصافحا كثيرا وبكيا أكثر.
    وبعد ذلك قام صديق الرجل الذي هو سيد "المراح" وذبح بقرة لصديقة إكراما وتقديرا له وتم إيقاد النار التي وضعت عليها اللٌحوم،فبدأ اللحم يغلي ويغلي وهما يتسامران ،ويتذكران القرية تلو الأخرى وبعد ذلك بدأ يغنيان أغاني الحماسة والحب وبينما هما كذلك جاء كلب وأقعى بجوارهم في إنتظار اللحم.
    وعندما نضج اللحم قام سيد "المراح" لتقديمه لضيفه وصديقه العزيز ، وبدأ الضيف يأكل ويأكل ويرمي بالعظام إلى الكلب الذي أزعج سيد "المراح" فصرخ في الكلب قائلا :-"أذهب من هنا أيها الكلب الأحمق"
    ولكن الكلب عاد مرة أخرى وبدأ يخطف العظام فأثار هذه المرة غبارا مزعجا كاد أن يغطي قدح اللحم الذي يأكل منه الضيف فاحتار الضيف ماذا يفعل وأخيرا أخذ عظما كبيرا ورمى به بعيدا ، بعيدا عن مكان الأكل ، فجرى الكلب نحو العظام المقذوف بعيدا عنه ولكنه وجد أن الدجاجة سبقته للعظم وبدأت تنقر فيه بمنقارها "كت كت كت"فلما رأى الكلب ذلك "هو هو" فيها "هو هو هو" وهجم عليها ليقضم رقبتها ولكن الدجاجة طارت من الخوف وحطت على راس أحد العجول ، والعجل التي حطت عليه الدجاجة فزع وقفز عاليا من هول المفاجأة وسقط على طفل صغير ،الطفل الصغير كان قد جاء ليتفرج على الضيف وكانت المصيبة فقد مات الطفل بسبب سقوط العجل عليه.
    في اليوم التالي تجمع أهل الطفل- الطفل الذي مات بسبب العجل الذي سقط عليه، تجمع أهل الطفل من كل حدب وصوب وكادت أن تحدث حرب بينهم وبين سيد "المراح" وصديقه لولا أن تدخل بعض العقلاء وعقدت محكمة لمحاكمة الجاني .
    في المحكمة ، محكمة الجاني الذي قتل الطفل – إشتد الجدال فها هو صاحب العجل يقول:"إن المسئول عن قتل هذا الطفل هو صاحب الدجاجة لأن الدجاجة هي التي أفزعت العجل وجعلته يقفز هكذا ويسقط على الطفل ويقتله" لكن ، صاحب الدجاجة يرمي باللوم على صاحب الكلب ويقـول: إن دجاجته ما كان لها أن تطير هكذا وتحط على العجل لولا أن الكلب هاجمها "ولكن صاحب الكلب رفض أن يدفع لأهل الذي مات بسبب سقوط العجل عليه محتجا بقوله "شيء طبيعي أن يأخذ الكلب العظم لأنه يحرس المراح وأن الكلب عادة ما يأكل العظام ولكن الضيف هو الذي تسبب في هذه المأساة لأنه رمى بالعظام بعيدا"
    وهنا تحدث السلطان واتهم الضيف قائلا:"أنت إذن المسؤل عن قتل الطفل وعليك أن تدفع الدية"
    ولكن الضيف رفض ذلك محتجا وقال:"بذمتكم أيها الناس هل رأيتم إنسانا يأكل العظام؟،فالعظام يا جماعة تأكلها الكلاب ولذلك فإن المسؤل عن قتل الطفل هو الكلب فأذهبوا إلى صاحبه "
    وهكذا تنقل الاتهام بقتل الطفل بين صاحب الكلب وصاحب الدجاجة وصاحب العجل ، فاحتدم النقاش بين الحضور والكل جهز حرابه وأقواسه إستعدادا للحرب و سلطان المحكمة يلتفت يمينا ويسارا مستشيرا بعض من مساعديه بينما الصمت ساد الحضور والأنفاس تعلو ونهبط ، تعلو ،تهبط وحتى شرع أحد من أهل الطفل في قذف حربة نحو صاحب العجل ، صاح السلطان في الناس قائلا :" إن الكلب طعامه العظام وإن الكلب من أوجب واجباته أن يحرس المراح ولكن ما علاقة الدجاج بمكان المراح وأكل العظام؟"
    وهنا همهم الناس وتصايح الناس قائلين: "فعلا أن الخطأ يقع على صاحب الدجاجة لأنه لا يوجد سبب لأن تكون دجاجته في مكان المراح" ولكن صاحب الدجاجة رفض دفع الدية.
    وهنا خاطب السلطان الحضور سائلا:"أيها الحضور لو حكمتم في هذه القضية ، فعلى من تحكمون؟"
    فأجب الحضور:"سنحكم على صاحب الدجاجة لأن الدجاج لا يأكل العظم"
    فقال السلطان:"فعلا ، لقد صدر الحكم على صاحب الدجاجة لأن المراح مكان لا يحضر فيه إلا الإنسان الذي يرعى البقر ، ثم البقر التي يرعاها الإنسان والكلب الذي يحرس الأبقار ، أما الدجاج فمكانه البيوت".
    اسامة احمد
    اسامة احمد
    المدير العام
    المدير العام


    تاريخ التسجيل : 19/10/2006
    عدد الرسائل : 986

    حكايات سودانية Empty رد: حكايات سودانية

    مُساهمة من طرف اسامة احمد الثلاثاء يوليو 03, 2007 5:28 am

    قصة قصيرة: كرسي البلاستيك

    عبد المجيد عليش



    مثل كل صباح..على كرسي البلاستيك ..جلست.. في موعدك الباكر ذاته.. مثل الساعة الدقيقة أنت.. مُنضبطاً منذ أيام العمل والمكتب..وإنضباطك موروث مِن خالقي الإنضباط ذاتهم.. مِن الإنجليز..قهوة الصباح والراديو أمامك و باب المنزل نِصف مفتوح ..كما اعتدت دائماً.. تُرهِف السمع للأخبار المحلية.. أخبار الوفيِات..هاهو تحفزك يزداد ودقات قلبك.. نعم تزيد..لكن ليس نذيراً.. بل ترقب:
    (توفى الحاج شرارة الاصيل..والد رجل الاعمال بِسوق ألاوراق المالية..والد الدكتور والمهندس..وتوفى حسن حسون..شقيق المقدم عطا بالخارجية وبالمليشيا الشعبية وسيُقام المأتم بالخرطوم وبقرية الباسة..وتوفىصهر اللواء الركن المدير السابق للمُؤسسة العسكرية الاقتصادية.. ووالد المقدم سعاد بمباحث الأمن ألقومي..وحسن بالحفريات والآثار..ونجاة سعد وسعيد بالإمارات وألسعودية وألكويت وأمريكا وهولندا و..)
    وُتغلق الراديو..ترقبك الكبير فيه شيء من انكسار..خلق لايعلم بها إلا الله.. من أين جاءوا ؟ أسماء لا أول لها ولا آخر..أسموها بعضهم..وأخذوا يشترون الأراضي ويبنون البيوت ويلدون أولادهم في أمان الله وكأنهم أهل هذه الأرض أصلاً..! حتى موتاهم..يدفنوهم ويقيمون المأتم ..! كانت العَائِلات معروفة بالاسم..كم اسم منهم عرفت الآن ؟ ولا واحد منهم لم تعرفه! لكن..(حسن حسون) هذا.. هل يكون هو ذاته ( حسن حسون) بتاع التجارة والتموين ؟ لكن ألم يمت ؟ لا..لا..ذاك ( حسن بشير ) ايوه..كان في التعاون والتموين..رحمة الله عليه ..أكل الوزارة أكل تمام وأخذ المعاش وتاب ومات..أذكر أنهم قالوا إنه وقع في الحمام..دعك جسدهُ بالصابون ..قبل ما يغسلهُ بالماء وقع..ايوه حدثك بهذا..(حمد الامين ) عند دفن ( حاج السنوسى الفاضل)…لا..ليس عند الدفن..انت لم تحضر الدفن أصلا.ً.فهو مات ليلاً..وأنت تنوم مُنذ الثامنة..بعد نشرة (بي. بي.سي) مُباشرةً..لم يُكمِل في المعاش السنة الأولى..مثلك بالضبط..وطلع من الدنيا كلها.. والغريب أن (على الماحى) صديقه الروح بالروح..والذي قالوا إنه بكى عليه وصرخ مثل النسوان..كان طلع على المعاش معهُ في نفس السنة.. وبدل معاشه وبقروش البدل فتح له دكان في بيته ..إمرأته دخلت عليه بشاي الظهر وجدتهُ منكفئأ الجريدة في يده و(السفة )في شفته..هل كل من ينزل المعاش يموت ؟ ما هذه الوسوسة ؟ ( خليل عبد التام ) الذى سف الإصلاح الإداري سف تمام..وكون نفسه..وبعد ذاك طلع المعاش وتاب وحج البيت..قضى في المعاش خمس سنوات كاملة حتى مات ..أذكر أني قابلتهُ في عقد بنت (المرضى السيوفي ) وكان معه نسيبه بتاع وكالة السودان للأنباء..والذي كان يقوده من يده هو ابن أخته اللي أخذ بنته طوالى..وذاك الاخضر العاتي الذى سلم عليك باسمك ولم تعرفه..من هو..؟ يكون ياربى..عديل ( التوم نقد ؟) ولا ( ولد جبارة ) عبد ناس المجمر ؟لا..لا ليس هو يا أخى..ضعفت ذاكرتك وتشابهت عليك الأسماء..زمن .
    قهوة الصباح..طعم البن المنُكه بِتوابل مضبوطة بِمقداَر معروف ( للحاجة )معرفة الزواية التى يعتدل فيها مزاجك ويجيء رأسك عندها تماما..طعم البن المر يسرى في لسانك ويجرى لِداخل ناَفوخك..و الفنجان الثاني مع الصفحة الأولى من الصحيفة.. تعرف أنها مثل أختها الصادرة امس والصادرة غداً مرات تُفكر مأخوذاً بالعزة أن لا تقرأها..لكن الإنسان كوم عادات لا فكاك منها.. من قال هذا.. خواجة طبعا..(مستر رايت )..مؤكد هو على المعاش الآن..الخواجات مُعمرون جداً .
    تُحرك خرطوم الماء من الشجرة الأولى للشجرة الثانية..بعد الصفحة الأولى .. نفس الكلِمات والصور..كل شيء ثابت عند هذا الجيل.. يمكن أن تكتب صحيفة الأسبوع القادم ولن يحدث شيء..أغلب أقاليم البلد عملنَا فيها لكن ،شِهادة لِوجه الله ،مثل هذا لم نرَ ولم نسمع..كيف يكتبون مقالاً طويلًا عريضاً عن انتشار الثعابين في مستشفى وكأن لاشيء..!؟ مجرد مقال !؟ دكتور ( ابو جمعة ) ،رحمة الله عليه، طرد طبيب و حكيم باشا وممرضأ..لِمجرد أنهم أعطوا مريضأ حقنة بنسلين قبل كشف الحساسية ..! أيام كان للإنسان قيمة..! الآن ..ماذا يحدث..!؟ لاحول ولا قوة إلابالله..!أنت بالذات ماذا يحدث لك لو لا قدر الله داهمك الضغط ..لو دخت فجاءة..؟لا يهم.. أخذنا حظنا مِن الحياة والعمل عملناهُ لهم.. وعرقنَا عرقأ طاهرأ.. لقمتنا ما فيها ذرة حرام و أهو خلاص أنزلونا المعاش..مالنا بهم..لا ننتظِر مِنهُم خيرأ..يالله لِم هذه القهوة غير مضبوطة هذا الصباح ؟
    آه..هاهو خرطوم الماء ينقطع تدفقهُ..كل شيء ينقطع في زمانهم هذا وفجاءة دائماً..كل شيء يتم بِسرعة عجيبة..يكون ابن آدم في أتم صحة وعافية وفجاءة يتضايق..يلتف حوله أهله ..ويجيء الدكتور الأول ويوصي بنِقلهُ للمستشفى..نذهب ونعود.. تعبان.. تحسن قليلأ..مات..ندفنهُ و نعود..! مالك تُكثر التفكير ..حالك أحسن من غيرك..بيتك مِلك حُر وعِندك العربة والأولاد غرست فيهم كل الفضائل..تحمد الله..لا سرقوا ولا زنوا ولا لآطوا..ولا دق أحد بابك يوم يشكي منهم..أصغر بِنت عندك خلَاص حا يستلمها ابن خالها أول ما تخلص الجامعة..رغم كل شيء الحمد لله
    هاهو ابنك الأكبر يخرج متأخرأ..للعمل.. ليس مثلك أبدا محال أن يكون موظف مدني بهذه الهيئة ..قميص أصفر و الكولونيا وذاهب للمصلحة !؟ عمل أم عرس ؟ أيام .. أيام كان للموظف هيبة أصلية وليس بالكولونيا
    هاهو يخرج العربة ..لن يتركها لك ..أحياناً تأتيه عربة المصلحة..لكنهُ متأخر اليوم..ويمكن أن يكون عنده شغل..! شغل !!؟ هل هذا جيل شغل ومسؤولية..؟
    -صباح الخير ياحاج
    -الله يصبحك بالخير يا ولدى
    -سمعت أمس أن على رمزى يس توفى
    تقف مأخوذاً..هاهو يبتسم إبتساَمتهم التى تعرفها..اضحك..فلن تعرف رجالاً مثل ألمرحوم..رجل يشهد الله ..حافظ الخدمة المدنية كلها في رأسهُ..العلاواَت والترقياَت اوامر ألنقل ومجالس ألمحاُسبة كل حاجة حفظها في رأسه .
    -سمعت امس في اخبار الساعة عشرة.. والدفن كان بالليل وأنت كنت نائم .
    أيوه ..كنت نائم..مات على رمزى يس وأنت نائم..ولو قلت له اترك لي العربة لأسارع للعزاء سيضحك..تعرف هذا الجيل جيداً.. الأصول يسمونها تقليدية
    يمينك تسبقك لمِقبض الكُرسي معاوداً الجلوس ببطء ،رحمة الله تغشاه، علم من أعلام الخدمة المدنية.. ورثها هؤلاء..ماذا يعملون الآن في ألمكاتب..؟ اهم شيء عندهم الفطور وبعدين الجرائد واخبار الكرة ..وقِلة الأدب مع البنات..احمد الله على نجاتك وخروجك للمعاش قبل تحرر المرأة و دخولها ميدان العمل ..كل واحد يحب اثنين..ثلاثة مِن اللي معاهُ في المكتب ولما يجيء للزواج..يجرى على بنت عمه و خالته.. حتى الدوسيهات والتقارير( يفروشوها) للإفطار..ايوه حدثني (عبدالحافظ محفوظ ).. كيف يعاشر هذا الجيل الغريب الذي لا يُحسن شيء ؟ وسبحان الله صبر لِقراءة صفحة فى كتاب ما عندهم وبكل جراءة ونفس مفتوحة يتصدون لكل المواضيع وباستعداد تام للإجابة..أضحكنا ( التلب الطاهر) لما حكى أن أولاد ( الشيخ ) ألمليونيرات إعتنقوا ألشيوعية.وصفق يديه وقال يأكلون أحسن أكل في أمان الله وساكنين ألعمارات وراكبين أفخم ألعربات في أمان الله وشيوعيين في أمان الله..وحاج( الامين سعد مبارك ) قال ان أولاده أطلقوا الذقون ولبسوا (جلاليب) شديدة القصر.. عبادة حولت كل شيء إلى حرام..ما الذي يريدني الأولاد ان افهمه ؟ معقول يا أخوانا أكون كافر سبعين سنة دون ان اشعر ؟ و(العجب الفاضل ) قال له احمد الله انهم بجانبك..اولاد المرحوم( الجندى) باعوا حوش الجندى الكبير وهاجروا للسويد واخذوا جنسية..وحتى ولدى المهندس اللي صبرت عليه الأعوام لأرفع به رأسي وسط الناس مصمم يطلع.. اقول له خليك هنا.. يقول لي (اين هنا ؟ هنا مافى حاجة ؟) احمد الله انك شايفهم..وعندك من ينزلك القبر ويأخذ الفاتحة عليك
    -صباح الخير..ياحاج
    يا ساتر..هذا إبن جارك التاجر..انت لا تحبه..منزلهم امامك..طوابق وكم عربة..هاهو يخرج عربته وينطلق وكأنهُ في سباق.. هاهو ابوه يشير اليه..الظاهر انه كان يريد مِنه ان يستمع اليه! لِم هؤلاء التجار دوماً على عجل..؟ كبر الرجل وكبر السوق وكبرت التجارة فأرجعوه للبيت..لكن كيف كبرت تجارتهم بهذه السرعة..أستغفر الله يقال أنهم يُتاجرون حراماً في العملة..استغفر الله
    هاهو..يتلفت متحيراً..يُحييك..تدعوهُ لِفنجان قهوة..يتقدم نحوك متمهلاً..يتنهد وهو يجلس على كُرسي البلاستيك الثاني تصب له القهوة.. حتى التجار يحالون للمعاش..سيحكى لك وستحكى له عن الدنيا والناس وعن على رمزى يس وعن ال..
    اسامة احمد
    اسامة احمد
    المدير العام
    المدير العام


    تاريخ التسجيل : 19/10/2006
    عدد الرسائل : 986

    حكايات سودانية Empty حكايات سودانية

    مُساهمة من طرف اسامة احمد الثلاثاء يوليو 03, 2007 5:33 am

    عِبيلة و يُمْنة ... قصص سودانية من السلف و الخَلَف

    يحكى أن فلاحاً فقيراً بقرية نائية عند سفح سلسلة جبال شاهقة ، كان يعيش مع زوجته و إبنتيه (عِبيلة) و (يُمْنة)..
    ما يقع خلف سلسة الجبال كان أمراً أشبه بالخيال ، لا يعرف أحد عنه شيئاً .
    يحيك أهل القرية عنها حكاوي كلها من نسج خيالهم أو من أضغاث أحلامهم.
    الفلاح سليل أسرة عريقة ممتدة عبر الأزمنة و القرون .. إلا أن أموراً عظيمة قد كانت السبب في تشرذم العشيرة و جعلتها تتفرق بين أرجاء تلك المعمورة .. و إستقر الحال بأجداده ثم والده في هذه القرية .. فحمدوا الله و شكروه بلسان لاهج و إرتضوا حكمه .. و رضوا بما قسمه لهم الله و إمتهنوا الفلاحة و الرعى.
    شيخ القرية من سلالته.
    كل أعمدة القرية من ( أجاويد ) و أهل الحل و الربط من نسبه و حسبه ..
    والد البنتين كان يقص عليهما قصصاً ينسجها من خياله و هو يعمل في حقله الصغير.
    عِبيلة.. كانت بديعة الحسن.
    يُمْنة.. كانت تحاكي القمر ليلة التمام ..
    والدتهما .. كانوا يسمونها ( البُرَاق ) .. ( شلوخها ) العريضة لم تملأ حتى كل جنبات خديها .. فبقيتْ أجزاء منهما تحكي عن فاكهتين من ثمار الخوخ في عز النضوج .. يَفْتَر ثغرها عن إبتسامة تفضح اللؤلؤ المكنون .. لذا أتتْ (عِبيلة) و (يُمْنة) من ظل جمالها و تلافيف حسنها.
    ذات يوم و الغيوم تحجب وجه الشمس و السماء ..
    إنبثق جيش عرمرم من بين ممرات سلسلة الجبال .. إندلق الجند كماء السيل العرمرم ..
    تبرق سيوفهم تحت أشعة الشمس التي تسترق السطوع بين طيات السحاب بين الفينة و الأخرى .. فيكاد سناها يخطف الأبصار ..
    تخفق الأعلام و البيارق بين ميمنته و ميسرته ..
    تُحْدِثُ وقع سنابك الخيل رهبة في النفوس .. فهي في جَلَبةٍ و صخب بينما تنفلت احجارة الصغيرة من بين حوافرها.
    جفلتْ الطيور من على أعشاشها .. فرفرفتْ بجناحيها محلقة بفزع تاركة أعشاشها بما حوَتْ ..
    إنطلقتْ البهائم من قيودها فزِعةً ..
    يتقدم الجيش فتى مفتول الذراعين .. يجلس على سرجه مزهواً ..
    لعينيه لمعان المعدن في مِصْهَر الحداد .. و بريق الباز عند هجمة الإنقضاض.
    تزين ريشة صقر مقدمة رأسه .. بينما ترقد ( حِجبات ) ضخمة مجلدة بجلود الحيوانات على صدره و على عضديه.
    توارى أهل القرية مذعورين خلف أبواب بيوتهم ..
    إلا والد ( عبيلة و يُمْنة) ..
    فقد وقف منتصب القامة و ( طوريته ) على كتفة تقطر طيناً و حشائش.
    تقدم منه الفتى .. حتى لامستْ أنفاس جواده وجه الفلاح ..
    ترجل الفتى و قال له : أراك لا تهابنا ..
    قال الفلاح : و لم أخافك ؟
    قال الفتى : أنت على حق .. هل لنا بالماء و الطعام .. فأمامنا رحلة طويلة .. و عدو له في البطش باع طويل.
    قال الفلاح : الوقت ليس وقت حصاد .. و ما نملكه لا يكفي حتى أطفالنا.
    قال الفتى : سنمكث حتى وقت حصادكم إذن..
    قال الفلاح : حينها سنقتسم معكم زادنا و حفائر الماء..
    قال الفتى و هو يرمق (عِبيلة) و (يُمْنة) من طرف خفي : هؤلاء بناتك ؟
    نعم .. عبيلة و يمنة ..
    و نصب الفتى خيمته أمام منزل الفلاح .. يتناول كفاف طعامه و شرابه من البنتين ..
    يرنو إليهن بإعجاب متناهٍ ...
    و في عينيه نظرة ذات مغزى.
    إلى أن إكتشف ذات ليلة قمرية موهبة البنتين في سرد القصص ..
    و عرف أيضاً أن والدهما هو من شَحَذ قريحة البنتين و ألهمهما هذا الخيال الواسع.
    فأفرد مجلساً أمام خيمة الشَّعْر .. يتوافد إليه جنده و أهل القرية و ما جاورها ..
    فتجلس يُمْنة يوماً تسرد ما شاء لها السرد.. و عِبيلة يوماً آخر .. تغزل الحكاوي من خيالها الجامح ..
    و تنساب الحكاوي ليلة بعد ليلة ..
    و الجند و قائدهم يستمعون دون أن ينسوا مهمتهم التي تنتظرهم في الأيام القادمة.
    تكون الحكاوي أكثر جمالاً إن كان القمر بازغاً ..
    و في ليالي المُعْتِمة .. تُوقَد المشاعل .. و الجند يتناوبون الحراسة و الإستماع ..

    القصة الأولى : ( من فات قديمو ... تاه )

    قالت (عِبيلة) و هي تروح و تجيء بأصابعها على ( مسيرة ) شعرها المنسدلة حتة كتفيها و ما تحتهما :

    حكى أبي عن جده ( العَنَجي ) عن جدته ( الأكسومية ) عن أبيها المسمى ( الطمباج ) :

    نظرتْ نملة إلى جسدها النحيل على صفحة بركة ماء قرب مضارب قومها ..
    تململتْ .. و تنحنحتْ .. و إمتعض وجهها .. و وقف قرنا إستشعارها في حالة إستنفار ..
    ثم أضمرتْ أمراً ..

    إنسربتْ من بين أغصان الدغل و أشجار الأحراش حتى وصلتْ إلى مملكة النحل.
    و هناك إشتكتْ لذكر النحل بأنها منبوذة لصغر حجمها و سواد لونها ..
    و أن ما تجمعه .. يدوس عليه الفيل و ما دون الفيل حجماً و شأناً ..
    أشفق عليها ذكر النحل و قال لها : كيف لي أن أخدمك ؟
    قالت على إستحياء : تزوجني على سنة الغاب و وحوشه.
    فعاشرها معاشرة الغريب للغريبة ..
    حتى إنتهى موسم الفصال ..

    وضعتْ بيضها و إنتبذتْ به ( حفرة ) قصية ..
    تشرنقتْ البيضات ..
    ثم تيرْقنتْ ..
    ثم خرجتْ جموع النمل الصغيرة ...
    تنادى معشر النمل ..
    تجمعوا حول هذا الجنس الجديد .. ذو الأجنحة ..
    ثم قال ملك النمل كلمته : يا معشر النمل .. بإسم جدنا الأكبر الذي نادى جموعنا خوفاً من أن يحْطمها سليمان و جنوده .. فقد قررتُ بأن تأخذ هذه النملة هذا المسْخ من ديارنا و ترحل عنا ..
    فحملها أبناءها و طاروا بها ..
    و في الطريق تفرق شملهم في أركان المكان الأربعة ...
    و تلك حكاية أخرى.



      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 3:17 pm